المقالات

موتوا: ماكو چاره، منو أبو باچر!..

1626 2019-04-30

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تعالوا نقترب سوية من مكان ليس بمكان، لنقيم فيه معا كمواطنين، بعد أن أتعبنا البحث عن بلد ننتمي إليه، سرقه اللصوص الرسميين!

في هذا المكان ـ الوطن، الدار أوطأ من الشارع بمقدار متر؛ بابه المصنوع من صفائح زيت الطعام، ينفتح على زقاق موحل بماء آسن، يخوض فيه الصبيان الى كعوب أقدامهم..هذا هو الوطن الدائم لإبائهم وأمهاتهم، ولهم أيضا اليوم، وغدا وبعد غد، وبعد كل غد قادم..

في هذا المنفى؛ وحتى تحصل على حق المواطنة، عليك أن تكون فاقد الإحساس تماما، كي تواجه هذا الذي يحصل لنا..هنا نتثقف في كل دقيقة؛ على أن الغسل حق، والكفن حق ،والموت حق، ولذلك علينا قبول الموت، أي موت وبأي طريقة، لأننا سنموت مثلما عشنا، وعلينا أن نسير راضين قانعين بمصيرنا، بصحبة الموت كصديق عزيز، مرحب به متى شاء، وبالكيفية التي يشاء، حتى لو كانت نحرا، نرمى بعده جثثا الى الكلاب!

أبي كرر ما قاله جدي، الذي تعلمه بدوره من جده: الحياة شجرة ونحن اوراق فيها، إذا يبست الورقة وسقطت، يعني أننا متنا، ولم يحدثونا عما إذا يبست الشجرة كلها كما يحصل لنا اليوم!

عندما يدرك المرء أنه فانٍ، فمعنى ذلك أنه يعيش من أجل أن يموت، لا أن يعيش من أجل أن يعيش، لكنه في كل مرة يتذكر فيها أنه سيموت؛ يموت!

لماذا تطالب يا عراقي بتحسين الخدمات، وبمستوى معاشي أفضل؟! لماذا؟ أليس وراءك موت، وأن الحياة إمتحان؟ ألسنا ضيوف في هذه الدنيا؟! أما تعلم أنها مخصصة للسادة النواب وأصحاب الدرجات الخاصة، والتماسيح؟! ثم"منو أبو باچر"؟!

ولذلك فكرت أن نحرق أسئلة إمتحان الحياة، ونمزق دفاتر الإجابة ونآخذ "صفر"، فـ "منو أبو باچر"!

لا شيء يؤلم العراقيين البتة، فقد تعودوا شرب الشاي الحار، في ظهيرة حزيران، الألم قطار مندفع نحو المجهول، والشمس في بغداد بائعة هوى، تبذل نفسها بسخاء..حرارتها تقتل الأطفال والكبار والعجائز..شمس بغداد تتحدى وزارة العدل، لتنفذ الى سجونها التي تفرغ كل شهر مرة من السجناء الإرهابيين، بعملية مرتبة متفق عليها، بينها وبين مسؤولي الأمن، وبين السجناء ومن ينتمون اليتم، يخر فيها عدد من الحراس صرعى، ويتحرر السجناء!

الأمن ذاته خرج من واجبات الحكومة، ليتحول الى مهمة "شعبية"، أنيطت بشيوخ العشائر، وميليشيات (الصكاكة)!

في المشفى يسألك الطبيب هل تملك مالا، إذا كنت كذلك أذهب الى الهند، فهناك ستشفى أما هنا "ماكو چاره" فستموت..وتكتشف أن الطبيب سمسار للمستشفى الهندي!

على الطرف الآخر: مازال الساسة يتشاجرون بلا حياء حول الكراسي، ليتهم يرمون الكراسي على بعضهم البعض، فتتهشم الرؤوس و "نخلص"!  يا لكميةَ التعب المعبأة في دماغي، مثل مياه القناني المزيفة!

في داخلي ثمة صوت، يكرر بلا هوادة: المخلصون كالأحجار الكريمة لا نصنعهم، ولكن نبحث عنهم..أجيبه: سالمين؛ هل أنت بخير؟!

ماكو چاره: عبارة قيل أنها تحريف عن (ما يكون)، ولكن السومريين كانوا يستخدموها، قبل أن يخلق العرب؛ و چاره، كلمة قيل أنها فارسية، ولكنها كانت مستخدمة لديهم أيضا، قبل أن يخلق الفرس!. أي أن الحقيقة (ماكو چاره) منذ زمن سومر لحد الآن!

كلام قبل السلام: ما عدت أجيد الكلام باللسان، فقط أعرف كيف أكتب ما في رأسي!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك