المقالات

العمل الحزبي وأحجار العثرة..!

1443 2019-05-01

قاسم العجرش

 

ثمة مفهومين مختلفين تماما سببا ونتيجة فيما يتعلق بوضع الأحزاب العراقية القانوني، وكيفية التعاطي مع عللاقة الدولة بالأحزاب..

المفهوم الأول؛ يبغي من وضع الأحزاب؛ ضمن عملية مقوننة الى تنظيم عملها وجعله أكثر شفافية ، وبما يجعلها أداة فعالةوبأطار رسمي متكامل، لبناء المستقبل السياسي للبلاد، وبالتالي الإسهام في مأسسةالدولة من خلالمأسسة العمل الحزبي، وعدم ترك حبال العمل الحزبي على الغارب.

يسلك أصحاب هذا المفهوم، سبيل تيسير رسمي للأحزاب وعملها ودعمها، ويجعلها تحت نظر الدولة، بل أن معتنقي هذا المفهوم، يروجون لفكرةيعدونها ضرورية جدا، وهي أن تدعم الدولة الأحزاب ماليا، وبما يجنبها اللجوء الى مصادر تمويل ليست مشروعة، ربما تنزلق من خلالها الى ما لا يخدم الوطن، كأرتهان الأرادة السياسية للحزب الى جهة خارجية ممولة.

أصحاب هذا المفهوم يرون في الحزب السياسي، بأنه جماعة منظمة على اساس مبادئ واهداف مشتركة، تساهم في تشكيل الارادة السياسية، وتشارك في الشؤون العامة، وتسعى الى المشاركة في العملية السياسية، من خلال الانتخابات والاستفتاءات، وتمارس نشاطها بالوسائل الديمقراطية، بهدف تداول السلطة سلميا والمشاركة فيها، ويؤكد أصحاب هذا المفهوم ،على ضرورة وجود  ديمقراطية حزبية داخلية، كمقدمة لديمقراطية تداول السلطة في الدولة.

المفهوم الثاني يبغي من قوننة العمل الحزبي، وضع الأحزاب ونشاطها تحت رقابة السلطة التنفيذية، وتكبيلها بقيود كثيرة، تمنع الأحزاب من أن تبدي معارضة فاعلة للسلطة التنفيذية، أو على الأقل تضمن أن تكون الأحزاب مدجنة لا يعلوا لها صياح ديكة، ولكن يسمع لها نقيق ضفادع..

أصحاب هذا المفهوم يرون، أن تخضع الأحزاب الى دائرة حكومية، تكون مهمتها "توجيه" العمل الحزبي، وسيكون من حق هذه الدائرة الحكومية، إيجاد أي سبب يمكنها منع نشاط الحزب، وتحت عنوان عريض قابل لألف تأويل وتأويل، هو قيام الحزب باي نشاط يهدد امن الدولة، او وحدة اراضيها وسيادتها واستقلالها .

وكما هو بائن، فإن أصحاب المفهوم الأول يريدون عملا حزبيا نظيفا، أما أصحاب المفهوم الثاني، فإنهم يريدون عملا حزبيا وسخا مثلهم..!

عمليا هناك مقاومة قوية وشرسة؛ لأي من المفهومين من قبل الأحزاب ذاتها، فمعظم قيادات الأحزاب العراقية، ونظرا لعدم عمق التجربة الحزبية وتجذرها في الواقع العراقي، ترى أن الحزب الذي تقوده هو بالحقيقة صنيعتها، وهو بالتالي ملكية شخصية لها، شأنه شأن "السلع" والمواد التي يملكونهها أو تملكوها، ولذلك فأن على الحزب وكوادره أن يسبح بحمدها ويقدسها، وهو ما هو حاصل فعلا في حياتنا السياسية، حينما لبس عدد من قادة الأحزاب العراقية، لبوس "التأريخية"، وهو مفهوم تجميلي لفكرة الشمويلية.

في المحصلة وهي محصلة مثيرة لقلق كبير مشروع، أن القيادات الحزبية "التأريخية" باتت عوائق كبرى؛ أمام قيام حياة حزبية حقيقية؛ تحقق الأهداف التي تشكلت لأجلها الأحزاب، وتنحت بسببها الأهداف لصالح "الأغراض"، وفي مقدمتها "غرض" بقاء "الزعامات التأريخية" على رؤوس الأحزاب، حتى لو كانت أحجار عثرة..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك