محمد علي السلطاني
انه ابهر الاقتصاد العالمي القديم الحديث الذي شقت سبيله سلالة هان احد اكبر الامبراطوريات التي حكمت الصبن سنة 200 قبل الميلاد ذلك يعني اننا نتحدث عن مشروع يناهز عمره ال 2200 عام و لاتزال اهميته تتزايد يومأ بعد يوم اذ كان هذا الطريق جسرأ للتبادل الاقتصادي بين الصين واوربا ولكون القوافل الصينية كان جل حمولتها الحرير لذا نعت هذا الطريق بطريق الحرير الذي ظل عامرأ بقوافل التجار الى أن اوقف عن العمل ابان الدولة العثمانية سنة 1453 للميلاد.
يتجه هذا الطريق عند خروجه من الصين اتجاهين رئيسيي ؛ الاتجاه الاول نحو الشمال باتجاه اوربا الشرقية حتى البحر الاسود وصولاً الى البندقية، والاتجاه الثاني نحو الجنوب عبر العراق وتركيا البحر المتوسط فأوربا او سوريا مصر شمال افريقيا.
في العام 2013 فاجئ الرئيس الصيني العالم بدعوته الى اعادة فتح طريق الحرير بأسم (الطريق والحزام الاخضر) برأ بطرق اختصرت المسافات وبحرأ عبر بحر الصين الجنوبي وصولاً الى اوربا.
بهذا اطلقت الصين اضخم مشروع في تاريخ العالم بعد ان شهدت الصين اكبر واسرع نهضة اقتصادية ولأدراكها خطور التنفس الاقتصادي من رئة بحرها الجنوبي لتلوث ذلك الممر بالتواجد الامريكي وخشية اغلاق تلك الرئة لأي صدام عسكري بالرغم من ان الصين اكملت جهوزيتها وعدتها وسلحت كل جزرها بمختلف الصواريخ.
اضافة الى انشائها لأكبر قاعدة عسكرية في اثيوبيا الا انها اتجهت نحو اعادة احياء طريق الحرير الستراتيجي حسب مواصفات القرن الحادي والعشرين الذي يتضمن مد خطوط لسكك الحديد انشاء طرق نقل بريه للسيارات ومد خطوط ضغط عالي لنقل الطاقة الكهربائية اضافة الى خطوط الانترنت وانشاء مدن صناعية ومرافق تجارية تفتح افاق من التقدم والازدهار وفرص عمل كبرى عبر اختراقه لاكثر من 60 دولة في ثلاث قارات لأجل ذلك شرعت الصين بأنشاء البنك الاسيوي برأس مال يبلغ 100 مليار دولار وبمشاركة 44 دولة .
ايضاً انشاء صندوق طريق الحرير برأس مال 40 مليار دولار
في خضم هذا التداخل الاقتصادي والمصالح المشتركة لدول وشعوب العالم يأتي دور بلاد الرافدين المحوري بحكم موقعه الجغرافي الذي يضعه في قلب العالم فهو نقطة مرور هذا المشروع الاقتصادي العملاق باتجاه تركيا واوربا لذا سيفتح هذا المشروع للعراق منفذأ جديدأ امنأ لتصدير النفط والغاز وسيوفر فرص استثمار ونمو اقتصادي غير مسبوق للبلاد.
من هنا تقف امريكا وكعادتها حجر عثرة وحائل لمنع وابعاد هذا الشريان الاقتصادي الكبير من المرور عبر اراضي العراق بغية مزيدأ من الاستحواذ والانفراد بخيرات هذا البلد ولقطع الطريق امام المنافس الصيني العملاق.
هنا تقع المسؤليه التاريخية الكبرى على الدولة العراقية وتختبر الارادة العراقية بترجيح مصلحة الوطن فوق كل شيء.
https://telegram.me/buratha
