علي الطويل
المتابع للوضع السياسي في المنطقة لايعتريه الشك بان امريكا ومن ورائها حلفائها المؤتمرين بقراراتها ، انما تخطط لامر تريد تنفيذه في الايام القادمة ، وهذا الامر قد لايختلف كثيرا عن مشروع داعش الذي افشلته حكمة المرجعية الدينية عبر فتواها المقدسة وتاسيس الحشد الشعبي، والذي كان له الدور الابرز في دحر هذا المشروع الامريكي الصهيوني ، ان الاحداث تبدو متسارعة اذ ان الولايات المتحدة الامريكية بدات تخسر اوراقها تباعا بعد فشل هذا مشروعها ذلك ، وبعد تنامي قوة المقاومة الاسلامية وثباتها ووقوفها بوجه السياسات الامريكية في المنطقة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق كما اسلفنا ، كما ان الموقف الايراني الصلب والتماسك الداخلي الكبير والتحدي الذي اظهرته الجمهورية الاسلامية ، وخيبة امريكا بالمراهنة على الوضع الداخلي الايراني عبر تشديد الحصار ؛؛ اذ كانت مراهنتهم على قطع عرى الصلة بين الشعب الايراني وقيادته وبالتالي اسقاط النظام الاسلامي؛؛ ، الا ان هذا الهدف لم ولن يتحقق بفضل وعي الايرانيين وتمسكهم بثوابتهم الدينية والوطنية ، ان كل هذه الحيثيات جعلت امريكا تفكر جديا في تغيير خططها السياسية والعسكرية لايجاد مشروع جديد وقد يكون بمسمى اخر .
ان ظهور البغدادي بعد غياب طويل ، وانتشار خبرة على شاشات الفضاضئيات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ، انما هي رسالة امريكية جديدة للمنطقة بان خطر داعش لازال موجودا وهو العصى الامريكية التي تهدد بها المخالفين او المعترضين على السياسة الامريكية ، هذا من جهة ومن جهة اخرى فهي رسالة معنوية لاتباع البغدادي المهزومين المنكسرين لاعادة الروح فيهم من جديد بان التنظيم الارهابي لازال قائما وزعيمه لازال يتحرك ويوجه، والمعني برسالة البغدادي اولا العراق الذي رفض ان يكون ساحة لضرب الجمهورية الاسلامية ومنطلقا وساحة للصراع في المنطقة ، كما انه بوابة السلام في حال السلام ، ومفتاح الصراع في حالة الصراع ، وكذلك تركيا التي لازالت تتحدى المواقف الامريكية ومشاريعها في المنطقة وتريد التمسك بدورها في العالم الاسلامي الذي تنافسها عليه السعودية الحليف الامريكي .
ان فشل السياسة الامريكية تجاه الجمهورية الاسلامية والخيبات المتوالية في تكتيكات المشروع الامريكي اكبير في المنطقة ، في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الساحات ، قد تجعل امريكا تقدم على خطوات حمقاء جديدة عبر وكلائها ، والسيناريوهات المحتملة هي اعادة مشروع داعش في العراق انطلاقا من الملاذات الامنة التي وفرتها له في شمال سورية ، وعبى حدود العراق ، وثانيهما فتح بوابات جديدة للصراع قد تكون تركيا ساحاتها او مناطق اخرى من العالم ،ان السياسة الامريكية الحمقاء التي يقودها ترمب تجعل المراقب لايتردد في اطلاق هذه الاحتمالات .ولكن الامر المؤكد والذي يراه كل صاحب بصيرة ان الولايات المتحدة ستفشل في مشاريعها الخبيثة القادمة وماترسمه للمنطقة وذلك لاعتبارات متعددة منها ،
1. ان الصمود الاسطوري للشعب الايراني والقوة والثبات في تحدي المواقف الامريكية من قبل الساسة الايرانيين والقوات المسلحة والحرس الثوري الايراني ، اعطت زخما كبيرا وقوة معنوية للاخرين في عدم التنازل اما الامريكان وخاصة الحكومة العراقية.
2.والامر الاخر قوة وتنامي قدرة المقاومة الاسلامية في كل المنطقة والعالم بحيث اصبحت مصدر قلق وخوف كبير للامريكان والصهاينة خاصة بعد التجارب المرة في العراق واليمن ولبنان وسوريا ،
3.والامر الثالث هو التحدي الروسي والصيني للسياسة الامريكية والرفض القوي للعقوبات الامريكية تجاه الجمهورية الاسلامية كون مصالح هذين البلدين ستكون في خطر على المستوى البعيد في حال القبول والتسليم بالقرارات الامريكية .
كل هذه العوامل تجعلنا نتوقع فشل الخطوات الحمقاء التي قد تقدم عليها الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة ، وكل هذه الامور تعيها الولايات المتحدة وتحسب لها الحساب في كل خططها القادمة ، لذلك يتوقع الكثير ان تقدم امريكا على عملية سريعة تحفظ بها ماء وجهها وكذلك تبعد الانظار عن فشل سياستها في المنطقة وهو المستوى الثاني من الاحتمالات المتوقعة
https://telegram.me/buratha