أحمد كامل
ما ان ابتداَ شهر الرحمةِ والمغفرةِ ، حتى ابتدأتْ القنوات الفضائية العراقية تخرج ما في جعبتها من برامج ومسلسلات اعدتها مسبقا من اجل عرضها خلال هذه الايام .
تتنافس القنوات فيما بعضها لتقديم مختلف المواد خلال شهر رمضان، لان قضية متابعة التلفاز من قبل العائلة العراقية هي قضية سائدة ومتلازمة منذ دخول شاشات التلفاز الى المنازل ، حيث تجتمع العائلة على مائدة الافطار وبعد ذلك الوقت هو متابعة ما تعرضه القنوات من مواد منوعة ، لكن هذه السنة وفي اول يوم من ايام الشهر الفضيل ،وبعد مدفع الافطار عرضت مختلف البرامج والمسلسلات وفي آن واحد ، اضافت للصائمين تعباً وارهاقاً وغثياناً بسببِ الموسيقى الصادحةِ ،والاغاني الصارخة ،والمشاهد السريعة، والمحتوى الفارغ ، وهذا الكلام اكيد لايمكن تعميمه ، لكن نسبة الحَسِنِ منها لايتجاوز ال 5 % ، فشاشات التلفاز في شهرِ رمضان تتحول الى شاشاتٍ عائلية بحتة، والتي يفترض ان تكون كذلك دائماً لطبيعةِ مجتمعنا وبيئته العشائرية ، لكن ماشاهدناهُ لا يدعو للتفاؤل، ويجب ان تفعل الرقابة الثقافية وتدقق محتويات الاعمال قبل عرضها للمشاهد ، فلا نعرف مَنْ هو المتسبب في الوصول لتلك الاعمال الفنية الركيكة في الشاشات العراقية هل هو المنتج ؟ الذي اصبح همه الوحيد الكسب المادي !! ام كاتب العمل ؟ الذي نزل مستواه الادبي واصبح لايجيد سرد قصة او حكاية هادفة، خصوصاً والعراق مكتظ بالقصصِ والحكايات، بسبب ما مر به العراق من مآسي وحروب ، وتغيير متواصل لحكوماتِهِ، غيرتْ معها نمطية البلد والمجتمع ، فلو استعانَ الكاتب بكبار السن وقصصهم السابقة لخرج بقصة تنافس المسلسلات العملاقة مثل( باب الحارة) ،اذا ما تعاضدت الجهود للارتقاءِ بالمستوى الفني في العمل ، فهل عجزت الدراما العراقية ان تنتج مسلسلات تضاهي المسلسلات التي عرضت في الزمان السابق، وبالامكانيات اليسيرة مثل (النسر وعيون المدينة)!! .
التركيزعلى النكتة والتحشيش اصبح شيئاً مملاً ، وتشعر وكأن جميع المسلسلات والبرامج التي تعمل بذلك النطاق هي مستنسخة ومكررة ، ان الفرصة الوحيدة لشاشات التلفاز بسحب المشاهد لها من وسائل الانترنيت تكون خلال شهر رمضان ، لكن هذه الفرصة تبدد بسبب ركاكة الاعمال!!! ، فالقنوات تلقي الكرة بملعبِ شركات الانتاج التلفزيوني وامكانياتها المادية البسيطة .
فماذا لو قامتْ وزارة الثقافة برصد مبالغ لانتاج مسلسلات معتبرة خلال شهر رمضان؟؟
بحيث تكون مسلسلات هادفة ولها تأثير على مجتمعنا، اومسلسل يتحدث عن احدى الشخصيات التاريخية الراقدة تحت تراب العراق .
يبدو ان الدراما العراقية تحتاج الى صعقة كهربائية لتستعيد وعيها!!!! من اجل ان تنافس الدراما في الدول المجاورة والذين هم ليسوا احسن حال منا اقتصاديا!
كالدراما السورية التي يشار لها دائما والجميع يشيد بها ، كذلك الدراما المصرية التي تواصل تألقها وتقديمها العروض الفنية الرائعة على الرغم من الاختلال الاقتصادي الواضح فيها!!! .
ان زج مختلف الشخصيات الطارئة على الاعمال الفنية العراقية اذا كانت على مستوى الانتاج او الاخراج او التمثيل هو السبب الرئيسي بالضمور الذي اصيبت به الدراما العراقية !!!.
https://telegram.me/buratha
