هي قطرات صامت من ثغر العزيز، وامسك الفرح في الخامس من رمضان، واعلنت ارض امير المؤمنين الحداد، كأنها تستقبل حزنا سيستمر مع حزن رمضان الاكبر في استشهاد امير المؤمنين، فقد رحل الى جده وهو ماسك بيده راية المشروع المبلغ، ولما يكتمل بعد.
ودع عزيز العراق ارض العراق، والقلوب تعتصر لألم فراقه، حيث كان رضوانه تعالى عليه، علما شامخا من اعلام الشيعة، ومجاهدا بارزا في اوساط السياسة، وقائدا فذا في مدرسة اخيه محمد باقر الحكيم قدس سره، وكان المؤسس للدولة العراقية بعد ادارة البعث الصدامي المجرم، فكان ركنها الشديد الذي اجهد مخططات الارهاب والعصابات الاجرامية، حتى اصبح الخطر الاول الذي اربك المخطط الصهيو امريكي، وقد اجهد سماحته في الايام الاخيرة من عمره، رغم مرضه الذي شد عليه ليداوي جراح العراق.
لقد كان جل هم السيد عبد العزيز الحكيم، ان يرى الروح تعود لأرض المقدسات، بعد دمار خلفته حقبة 37 عاما من القمع والدماء، فلم يكن مبالي لصحته، امام ان يبلغ مشروع اخيه شهيد المحراب الخالد، وقد كان لرفاق دربه الجهادي، مواقع مميزة معه، في صياغة الدستور وفرض الامن ومقارعة العصابات الارهابية، فكانوا خير عون له، وهم يتسابقون لارساء السفينة الى ارض الامان، وكان همهم الوحيد هو تحقيق اهداف المرجعية الرشيدة، التي لم ينتبه غيرهم الى انها طريق الامان للناس.
في ذكرى رحيله رضوانه تعالى عليه، يجب ان يعرف العراقيين عامة والشيعة خاصة، انهم فقدوا كوكب منير، وركن منيع ضد الغطرسة الامريكية، وقد رحل وهو يؤكد على طاعة المراجع العظام، ويجب ان يعلم الجميع ان مشروع السيد عبد العزيز الحكيم، هو تأسيس دولة تمهد لحدث اكبر في العراق، مبنية على طاعة اولي الامر، وهذا كان الجوهر الذي عجزت القوى الاستعمارية من النيل منه، لذا كان لفقده حرارة في قلب المرجعية الرشيدة، حيث كان كافيا لها في الحراك السياسي.
جرح العزيز كبير في قلب من عرفه، ولكن لمشروعه قادة اقسموا على حمله، فساروا به قدما رغم الحروب التي شنت عليهم، فاثبتوا ان هناك كواكب تنير، وتهدي لطريق المرجعية الرشيدة، ولم يتركوا السبيل بحثا عن زعامة او رئاسة، ولم تثنهم الفتن عن قيادة الفقيه، فسلاما على جرحك الذي يتجدد فينا في شهر عزيز، وسلاما على من سار بمشروعك حتى يحق الحق.
https://telegram.me/buratha