المقالات

عن الساسة العبيد..!

2332 2019-05-23

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ممارستنا لحقوقنا السياسية، والتي لم نكن قد ألفناها قبل نيسان 2003 ، إذ بالحقيقة كنا قبل ذلك التاريخ، أشبه ما نكون بأرقاء لدى النظام الصدامي الحاكم، كشفت عن واقع جديد، هو أننا لم نتخلص من العبودية، وأن كل الذي حصل هو أننا أنتقلنا وبأردتنا، من أن نكون أرقاء قسريين لدى النظام الحاكم، الى أن نكون عبيدا لدى القادة السياسيين، أو على الأقل هم يعاملوننا وفقا لهذا التصور!

على صعيد الدولة؛ فإنها ما تزال تفكر بنفس العقلية، إذ تنظر الى المواطنين على أنهم "رعايا"، و"الرعوية"  تعني إسترقاق الفرد، وإرتهان أرادته لدى "منظمة" الدولة، فيما المواطنة تعني علاقة تبادلية، من حقوق وواجبات بين هذه "المنظمة" وأعضائها، لا سيما وأن الأمر يتعلق في نهاية المطاف، بالممارسة الديمقراطية الحقيقية ببلادنا.

يكتنف القضايا الوطنية اليوم، غموض كثير ولبس  أكثر، ويتأتى معظم الغموض والإلتباس، من أن القيادات السياسية، اختارت الانفراد في التعاطي مع هذه القضايا، وعدم إشراك الشعب، واطلاعه على المستجدات المرتبطة بالشأن الوطني.

بواضح الأمر فإن القادة السياسيين يتصرفون، وهم مؤمنين بأنهم يديرون بلدا من "الرعايا"، لا بلدا من "المواطنين"، والفرق كما تعلمون كبير جدا؛ بين الرعوية والمواطنة!

القيادات السياسية العراقية، خصوصا تلك التي تحولت، الى "زعامات" لتيارات أو قوى سياسية كبرى، نهجت بتعاطيها مع المواطنين؛ منهج الدولة أيضا، وفاقم الأمر انعدام الوعي لدى الساسة، بمستلزمات المرحلة التاريخية الجديدة؛ التي يمر بها شعبنا.

سبب هذا التعاطي؛ هو أن روحية الأسترقاق والقبول به والتصرف على أساسه، متأصلة في نفوس هؤلاء الساسة، ويصعب عليهم مغادرتها، فهم مرتهنين الى الغير، معتمدين في إتخاذ قراراتهم، على التأثيرات الخارجية لدول الجوار وسواها، في معالجة المشكلات الوطنية.

الحقيقة أنه رغم ما للدبلوماسية، والمجتمع الدولي والعلاقات الخارجية، والدعم الخارجي من أهمية في بناء الدولة، والتي ينبغي توظيفها مجتمعة، إلى أقصاها خدمة للمصالح الوطنية، إلا أن عقلية الإسترقاق والعهبودية، حولت تلك العلاقات الى خنوع مُذل، لخدمة المصالح الفئوية والحزبية والشخصية.

الواقع أننا بتنا أمام موقف ينطوي على حقيقتين، الأولـى ونظرا لإرتهان الإرادات السياسية، الى قوى خارجية وبشكل سلبي، ما أدى الى غياب التصرف المسؤول والقرار الوطني، والمحصلة أن الديمقراطية لازالت بعيدة التحقق.

الثانيــة هدم كل مقاييس ومعايير السياسة السليمة، لصالح المناورات والألاعيب السياسية، و تنحي المنافسة السياسية، المرتبطة بالتصورات والبرامج، والخلاصة هي أنهم مرتهني الإرادة، ويريدون إعادة رهننا، لدى المرابي الذي رهنوا إرادتهم عنده!

نحن إزاء مشهد معقد، يحتاج إلى برنامج عفيف ومسؤول لإصلاحه، ليس ترميما ولكن نقضا، بالإتيان ببرنامج مغاير له، ومتجاوز له نعبر به، إلى شواطئ الاستحقاق الوطني والإنساني..

كلام قبل السلام: أول مفردات هذا البرنامج، وكي نكون أحرارا حقيقيين، هو أن نتخلص من العبيد والعبودية..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك