عمار عليوي الفلاحي
على الرغم من أن الحضارة الإسلامية الحنيفة، رأت النور في ظهراني الجزيرة العربية، وكتب بلسانها أعرق الدساتير الجامعة المانعة، وأعظمها بلامنازع متمثلة بالقرآن الكريم
فيما تفرد هذا الدستور المقدس، بإقرار منظومة القيم الشاملة السياسية،والإجتماعيةِ، والتحرريةِ، الى جملة القيم المكملة للإرتقاء بالإنسان على حدٍ سواء، دونما الإختزال بالفرد المسلم ، ويتضح ذلك من خلال تكرار مفردة"الناس"كضمير للمخاطبة والتوجيه، مما تضفي صفة العمومية والعالمية الحاملة ببوتقها الرحمة الإلهية،
ماينصب علامات التعجب!!! حيث أن مع كل ماتقدم من مزايا التحرر ، والنظم السامية، التي كفلتها الحضارة الإسلامية، نجد وبوضوح إن جملةٍ معتدٍ بها، من المجتمعات العربية، لازالت في تتابع حول دائرة فكرية ثقافية مغلقة، تترك للأقدار والحكام تنظيم أُمورها، في ظل تغيب تام للعقل، وإنقياد مطلق خلق ثقافة القطيع ،مما أبعدهم عن الولاء اوالعبودية المطلقة "لله تبارك وتعالى"
يرى المفكر العربي "إبراهيم البليهي"إن العقل يحتله ويكونه الأسبق اليه.، لذلك فإن العقل العربي ،متشكل بنسبةٍ كبيرةٍ بما هو سائد إجتماعياً منذ حقب سالفة والى وقتنا هذا، مما يجعل جدلية صراع الفكر قائمة ، بسبب إن جملة من العقول تقفت أثر الرسالة والقيادة المعصومة، فيما تأثر البعض بثقافة وعاظ السلاطين، منذ إن تأفل ضياء النبوة، برحيل المصطفى الخاتم الى رحاب الرحمن،
ماتشهده غالبية البلدان العربية، من فجٍ عميقٍ ، فيما بين روابط علاقاتها، بدواعٍ سياسيةٍ تارةٍ، وطائفيةٍ مقيتةٍ تارةٍ أخرى، لاشك أن السبب يعود بالدرجة الاساس، الى أغفال الجانب الفكري، والتوقع بالأسر الثقافي، وتصديق الاوهام التي تستخدمها الطبقة السياسية، لإرهاب شعوبها من المجهول،