علي عبد سلمان
ثمة ملاحظة مهمة لمسها أغلب المشتغلين بالحقل السياسي، وخصوصا الحقل السياسي الذي أنتجته القوى.
أذ مع شديد الأسف فإنه وكماهو في كل مكان ، وفي بيئتنا السياسية أيضا، يوجد من هو صالح وقبالته يوجد الطالح, في أغلب الأحيان فإن الصالح تتم محاربته، حتى في داخل تنظيمه السياسي، من قبل الطالحين المفسدين, بهدف ازاحته ليخلو لهم الجو !
هذا منهج صراع موجود في كل المؤسسات والأنساق الحياتية المختلفة, مادام هناك نسق مغلق, ستجد هذا النوع من التعاطي, ولكن تأثيره وتبعاته وتداعياته في مجال السياسة أكثر بكثير , خاصة وان المشترك الأكبر فيه هو جموع المواطنين, أي أن تأثيره ليس قاصرا على نماذج فردية .
المشكلة لا تقتصر على ذلك, بل أن المشكلة الأكبر؛ هي ان الشخص الصالح، وبعض هؤلاء الصالحين من خيرة المجاهدين، نالهم كثير من التشكيك والتسقيط، والمحاربة والشتم والإقصاء؛ من قبل المجتمع البسيط الذي يتبع سياسة توجيه التهم الجاهزة المطقة للكل، ما يسبب له احباطا كبيرا, ويسبب له انعزال وشبه مقاطعة من أهله وعشيرته، والنتيجة, هي مغادرة الجيدين والصالحين.
وهذا ما أدى ويؤدي؛ إلى تقلص عدد الصالحين في العمل السياسي.
وجهة النظر الجماهيرية في تقييم السياسي, وما فيها من بساطة وانفعالية عاطفية طاغية, مع عدم تمحيصه للمعلومات؛ كان سببا رئيسيّاً وكبيرا في إقصاء الصالحين من أي عمل سياسي .
النتيجة : بمرور الزمن, سيسيطر كل المفسدين على كل ادوات ادارة الدولة, وستُسلب من المواطن إمكانية النقد والتقييم, بل سيُقص لسانه ولسان الخلفوه إذا تكلم بسوء عن المفسدين والسيئين !!
الحل: هو اتباع ما أوصت ووجهت به المرجعية دوما وأبدا : عليكم بالسؤال والنقاش والتمحيص العقلاني البعيد عن العاطفة القلبية العمياء, بل تحري كل تفاصيل ومعطيات المرشح وأصوله التربوية والنفسية وامكاناته العلمية والأكاديمية والاجتماعية, وأخلاقه الدينية والمجتمعية, ونزاهته ونزاهة أهل بيته في أخلاقه وحسن سيرته وسلوكه, وعدم الإكتفاء من مصدر معلومات واحد في تحصيل كل ذلك, كأن يكون معلومات الفيس بوك الساذجة التسقيطية, فالموضوع يحتاج لتعب البحث والتمحيص والتأكد من قبل المواطن .
https://telegram.me/buratha