المقالات

الثابت الأمريكي مقابل الثابت العراقي


طيب العراقي

 

من الثوابت الأساسية لدى امريكا في سياستها الخارجية، هو مبدأ: جلب المصالح لها، ودفع المفاسد عنها.

ولا يهم من أي حزب يكون الرئيس عندها.

قد يشكل بعض ويقول: وما الضير في هذا المبدأ السياسي؟ أذا كان يخدم الشعب والبلد، بل إن حتى الاسلام وأحكامه التشريعية، قائمة على هذا الاساس، بل هي سياسة العقلاء والحكماء..!

نقول: نعم! ولكن ليس على حساب أذى وظلم الآخرين، أو إراقة دمائهم، وهذا ما لم يفعله الأسلام في حكومتي النبي والإمام علي( عليهما وعلى آلهما الصلاة والسلام)، وأمريكا في هذا، شبيهة بالمبدأ الميكافيلي، القآئم على شعار( الغاية تبرر الوسيلة)، الذي يرى في الوصول الى مصلحته بأي وسيلة كانت، حتى لو قتل الناس فيها جميعا..! فأمريكا ليس لها حليف ثابت، أو صديق دائم، وإنما تدور في مدار جلب المنفعة، ودرء الخطر، فتكون من مصاديق قول الإمام علي (عليه السلام):(لا تصحبنّ الفاجر فأنه يبيعك بالتافهة)،وهي ـ امريكا ـ في سياستها، ديمقراطية بالداخل، ميكافيلية بالخارج.

إنطلاقا من هذا المبدأ السياسي الامريكي، تعددت وتنوعت سياساتها، فتارة استخدمت سياسة الكيل بمكيالين، وأخرى المد والجزر، أو مسك العصا من المنتصف، أو سياسة الأحتواء، ويرى بعض المراقبين، إن هذه السياسات، تعبر عن أزدواجية أمريكا في المعايير، حتى عبّر عنها المرحوم الشيخ المرجع، محمد حسين كاشف الغطاء( قدس سره)، بكلمة هي:(قتل أمرءُ في غابة جريمة لا تغتفر، وقتل شعب بكامله مسألة فيها نظر)، لكني أرى من أنها تدور في فلك المنفعة والمفسدة، كما أشرت سابقا، وإلاّ سياستها مع دول الخايج، وأسرائيل ثابته، لأن منفعتها باقية.

بعد أحداث 11 سبتمر الدامية في أمريكا، تغيرت السياسة الامريكية، فقد صرح بوش الأبن: ( إن الارهاب أصبح خطر على أمريكا، وعلينا نقل المعركه معه الى الخارج)، وبما أن الارهاب حركات تدعي السلام، أذن يجب جرهم وجذبهم الى بلدانهم الأسلامية، ومحاربتهم هناك، لكنهم يحتاجون لأماكن وارضية مهيئة، يستطيعون أستقطاب الارهاب أليها، فأي البلدان مهيئة لذلك..؟

في البدء عليهم التخلص من الأنظمة الدكتاتورية، التي دعموها عقود من الزمن، لأن طبيعة هذه الأنظمة، شديدة البطش، وفي ظلها لا تجد الحركات المتطرفة مكان لها، فأختاروا أول بلد العراق، وجاء القرار الامريكي بغزوه، والإطاحة بنظامه، في حين أبقوا عليه، عندما أنتفضت الشيعة ضده وكادت أن تطيح به، بعد تحرير الكويت، بوش الأب يبقي على صدام، وبوش الإبن يسقطه، إنّه المبدأ السياسي الأمريكي الذي ذكرته لك..!

العراق بلد نفطي، يسيل له اللعاب، ويحتوي على عدة مكونات،الشيعة هم الغالبية فيه، وهي على تضاد كبير بالفكر والعقيدة، مع الفكر الأرهابي، وإذا أصبح العراق ديمقراطي، حتما الشيعة تحكم، وهذا يستفز السنة في الداخل وفي المنطقة، فألطعم الذي حضّرته امريكا، للجماعات الارهابية في العراق، شهيُّ وقوي، وبذلك تكون أمريكا ضربت عصفورين بحجر، تنهك الشيعة في حرب مع الارهاب، وتتخلص من خطره، وهكذا في بلدان الربيع العربي، لكن الطُعم فيها أقل من العراق.

لذلك نشاهد، إن أمريكا غير جادة في القضاء على الأرهاب، ومن مصلحتها إبقاءهُ في العراق والمنطقة، ودفع خطرهُ عن بلادها، لكن مواقف السيد السيستاني، قلبت الموازين ضدهم،(يمكرون ويمكر الل… والل... خير الماكرين).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك