المقالات

بين الفتوى والمقاومة والجهاد

1863 2019-06-08

علي الطويل

 

في صيف مأساوي لاهب بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، وحيث وصلت القلوب الحناجر ولا مخرج ولا منجى فقد ضاق الافق تماما ، حيث بدأ الزحف الداعشي من الموصل حتى دخل اطراف بغداد دون مقاومة تذكر ، وحيث انهزم القادة قبل المقودين ، وحيث لا سند ولا ظهير فقد تخلى الشريك المفترض الذي وقع العراق معه معاهدة الدفاع ، ونعني الولايات المتحدة التي لم تلزمها تلك المعادة في الوقوف بوجه هذا السيل الكاسح من شذاذ الافاق الذين لم يكن هم لهم سوى تدمير العراق ، وكيف يصدون زحف الدواعش وهو مشروعهم ، عند هذه اللحظات الشديدة الحرج اتجهت انظار العراقيين نحو النجف الاشرف لعل الصامت الحكيم ينطق بشيء ، عندها انطلقت الفتوى في يوم تاريخي لم يمر على العراقيين مثله منذ عشرات السنين لما تخلل ذلك اليوم من حماسة وعزة ونخوة وافتخار ذكرتنا بما نقرأه عن معارك صدر الاسلام ، عندما كان المسلمون يطلقون نسائهم طاعة للنبي الاكرم (ص) ليتجهون للجهاد ،ونسخت هذه الفتوى ايضا صورة اخرى من صور التضحية التي كان عليها اصحاب الامام الحسين عليه السلام من الاخلاص والايثار والطاعة والتضحية في معركتهم ضد الكافرين والمنافقين واعداء الدين .

فقد هب العراقيون لتلبية الفتوى لمقارعة اعداء الوطن ، وتوالت المواقف الرجولية لابناء العراق لنقل هذه الفتوى من مجالها النظري الى الواقع العملي في الوقوف كدرع امام هجمة المغول الجدد وكانت حماسة منقطعة النظير ، ليس المجال هنا لسرد مادار فيها بقدر التذكير بصورتها العامة والا فالامر يتطلب مجلدات لتسع مادار فيها من احداث ووقائع مشرفة .لقد كان لابناء المقاومة الدور الابرز في هذه الفتوى فكانو بحق ابطال متميزين ، فسوح الجهاد ساحاتهم والقتال ( كارهم ) الاساس ومهنتهم التي امتهنوها وخبروها قبل دخول داعش ، فكانوا هم الاطار الذي اطر المتطوعون ونظمهم ورتب صفوفهم وخطط عملهم ليكونوا بنيان مرصوص امام الاعداء فكانت تلك انطالقت الحشد الشعبي وتشكيل الويته ووحداته ، وبدات حينها صفحات البطولة وسطورها تتسطر وعناوينها تبرز فسجل التاريخ ملحمة دارت لثلاث سنوات سجل فيها ابناء الفتوى مالم يتوقعه او يتصوره احد ،

لقدسجلت ايام الجهاد هذه موقفا مشرفا للجمهورية الاسلامية في نصرتها للعراق في وقت تخلى عنه ابناء جلدته بل ساهموا في تدميره ، ففي الوقت الذي كان العراق يفتقد الناصر فان الجمهورية الاسلامية قد سخرت كل امكانياتها للدفاع العراق والعراقيين والدفاع عن المقدسات ، ففتحت مخازنها من السلاح والعتاد وارسلت الخبراء من اجل اعداد الخطط في المعارك كما وبذلت المال سخيا في هذه المواجهة التي ستذكرها الاجيال وستذكر الشهداء الايرانيين الذين اختلطت دمائهم بدماء العراقيين من اجل الدفاع عن هذا البلد ، فكان هذا الموقف عنصرا مهما في دحر الدواعش ونقشة اساسية في سجادة النصر الذي تحقق للعراق في تحرير ارضه وتطهيرها من رجس البغاة ، فالعراقيون مدينون للجمهورية الاسلامية لذلك الموقف الذي عبر الاخوة وقوة الاصرة التي تربطنا معها في الدين والعقيدة والموقف الواحد تجاه الاعداء ومقارعة الباطل وسوف لن ينسى العراقيون هذا الموقف الكبير لقيادة وشعب هذه الجارة المسلمة الاخوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك