المقالات

محرقة من أجل المصالح..!

2691 2019-06-13

مهند ال كزار

 

يقول الكاتب المصري فرج فودة في كتاب " المصلحة ": (لا أبالي إن كنت في جانب والجميع في جانب آخر, ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم ولمعت سيوفهم, ولا أجزع إن خذلني من يؤمن بما أقول, إنما يؤرقني أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى ما قصدت, فأنا أخاطب أصحاب الرأي لا أرباب المصالح, أخاطب أنصار المبدأ لا محترفي المزايدة).

قد يستغرب بعض المتابعين, من مجمل الاحداث الدائرة في المنطقة, وخصوصاً العراق وسوريا، والدول التي مر عليها ما يعرف بالربيع العربي, وماهي الاسباب التي جعلت من الشعوب، تدفع ضريبة التهجير والقتل, وفقدان الامن والامان, في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.

الحرب التي بدأت رحاها بالدوران, منذ هجوم العصابات المتطرفة على سوريا, قد أستنزفت اطراف النزاع في آن واحد, تحت مسمع ومرئ المتحكمة أميركا, الدولة بالسياسات العالمية, التي تنتظر ما ستؤول اليه النتائج, التي لابد من أن تكون لصالحها.

موقف أميركا, المتفرج على مايجري داخل هذه المناطق, سببه سطوع نجم أيران الساحر, وامتدادها على طول خارطة مايعرف بالهلال الشيعي, الذي طالما كانت أميركا تخاف من تحوله الى بدر مكتمل في يوم من الايام.

ايران, التي أستطاعت من خلال نظامها الاسلامي الناجح, ان تستقطب أصحاب الايديولوجيات الثورية, والمؤمنين بأن أميركا وأسرائيل؛ هي سبب كل المشاكل في المنطقة, لقيادة النضال ضدها بعد إن أصبحت تتحكم بمستقبل شعوب المنطقة.

مثلما أنتجت أميركا القاعدة, عام 1979 بعد أحتلال أفغانستان من قبل روسيا, وأستخدمتها ضدها, قامت بطلق أيادي الحركات المتطرفة في المنطقة، الى أن أستطاعت هذه الحركات أن تتحد، وتنتج ما يعرف بـ"داعش", من أجل تحقيق بعض الاهداف غير المعلنة.

فتح الحدود من قبل تركيا، وغيرها من دول الجوار الاقليمي, كان هدفه أفراغ امريكا ودول اوروبا، من المتطرفين والمتشددين, الذين أستثمروا أجواء الحرية والديمقراطية في تلك الدول, وأستخدامهم لاسقاط الدول الاشتراكية المتبقية في المنطقة.

ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد, كان هو الاستراتيجية التي أتبعت وتتبع بالمنطقة, أستنزاف موارد أيران, وأسقاط الانظمة المناوئة للغرب, لم يكتب لها النجاح, الا عبر ورقة المذهبية والطائفية المقيته, التي كانت تنتظر كالبركان الهائج.

هذه الاهداف وحدت كل من اميركا, والمتشددين, والمتخوفين من أمتداد التشيع, الذي تمثله أيران في المنطقة, لذلك عملت على أستنزاف, ايران أقتصادياً, لانها كانت تعلم بأنها سوف تكون الجهة الوحيدة التي سوف تقدم يد العون لسوريا والعراق في حربهما ضد هذه العصابات.

هذه الاطراف لم تكن تعلم بأنها سوف تواجه قائداً جديد, أستطاع أن يوحد كل الذين أختلفوا سياسياً تحت لواء الحشد الشعبي, وهو من غير ميزان القوى على أرض الواقع, ونتفق مع قول الممثل الاسكتلندي أمنيم الذي يقول فيه ؛

"الحقيقة بأن لا احد يمكنه التنبؤ بالغد , فالوقائع مجنونة ولا شيء فيها مضمون".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك