المقالات

محرقة من أجل المصالح..!

2459 2019-06-13

مهند ال كزار

 

يقول الكاتب المصري فرج فودة في كتاب " المصلحة ": (لا أبالي إن كنت في جانب والجميع في جانب آخر, ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم ولمعت سيوفهم, ولا أجزع إن خذلني من يؤمن بما أقول, إنما يؤرقني أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى ما قصدت, فأنا أخاطب أصحاب الرأي لا أرباب المصالح, أخاطب أنصار المبدأ لا محترفي المزايدة).

قد يستغرب بعض المتابعين, من مجمل الاحداث الدائرة في المنطقة, وخصوصاً العراق وسوريا، والدول التي مر عليها ما يعرف بالربيع العربي, وماهي الاسباب التي جعلت من الشعوب، تدفع ضريبة التهجير والقتل, وفقدان الامن والامان, في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.

الحرب التي بدأت رحاها بالدوران, منذ هجوم العصابات المتطرفة على سوريا, قد أستنزفت اطراف النزاع في آن واحد, تحت مسمع ومرئ المتحكمة أميركا, الدولة بالسياسات العالمية, التي تنتظر ما ستؤول اليه النتائج, التي لابد من أن تكون لصالحها.

موقف أميركا, المتفرج على مايجري داخل هذه المناطق, سببه سطوع نجم أيران الساحر, وامتدادها على طول خارطة مايعرف بالهلال الشيعي, الذي طالما كانت أميركا تخاف من تحوله الى بدر مكتمل في يوم من الايام.

ايران, التي أستطاعت من خلال نظامها الاسلامي الناجح, ان تستقطب أصحاب الايديولوجيات الثورية, والمؤمنين بأن أميركا وأسرائيل؛ هي سبب كل المشاكل في المنطقة, لقيادة النضال ضدها بعد إن أصبحت تتحكم بمستقبل شعوب المنطقة.

مثلما أنتجت أميركا القاعدة, عام 1979 بعد أحتلال أفغانستان من قبل روسيا, وأستخدمتها ضدها, قامت بطلق أيادي الحركات المتطرفة في المنطقة، الى أن أستطاعت هذه الحركات أن تتحد، وتنتج ما يعرف بـ"داعش", من أجل تحقيق بعض الاهداف غير المعلنة.

فتح الحدود من قبل تركيا، وغيرها من دول الجوار الاقليمي, كان هدفه أفراغ امريكا ودول اوروبا، من المتطرفين والمتشددين, الذين أستثمروا أجواء الحرية والديمقراطية في تلك الدول, وأستخدامهم لاسقاط الدول الاشتراكية المتبقية في المنطقة.

ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد, كان هو الاستراتيجية التي أتبعت وتتبع بالمنطقة, أستنزاف موارد أيران, وأسقاط الانظمة المناوئة للغرب, لم يكتب لها النجاح, الا عبر ورقة المذهبية والطائفية المقيته, التي كانت تنتظر كالبركان الهائج.

هذه الاهداف وحدت كل من اميركا, والمتشددين, والمتخوفين من أمتداد التشيع, الذي تمثله أيران في المنطقة, لذلك عملت على أستنزاف, ايران أقتصادياً, لانها كانت تعلم بأنها سوف تكون الجهة الوحيدة التي سوف تقدم يد العون لسوريا والعراق في حربهما ضد هذه العصابات.

هذه الاطراف لم تكن تعلم بأنها سوف تواجه قائداً جديد, أستطاع أن يوحد كل الذين أختلفوا سياسياً تحت لواء الحشد الشعبي, وهو من غير ميزان القوى على أرض الواقع, ونتفق مع قول الممثل الاسكتلندي أمنيم الذي يقول فيه ؛

"الحقيقة بأن لا احد يمكنه التنبؤ بالغد , فالوقائع مجنونة ولا شيء فيها مضمون".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك