المقالات

هل يعي ترامب الدرس...؟

1969 2019-06-16

علي الطويل

 

انتشر فيدو حديث القائد الخامنئي مع رئيس الوزراء الياباني، وكان هذا الحديث الذي حمله الفيديو حديثا لافتا و قويا وشجاعا، ومن المؤكد ان ترمب لم يكن يتوقع هكذا رد صاعق ولا حتى الضيف الذي استمع الى الحديث.

لقد حمل هذا الحديث كل معاني القوة والمنعة والتحدي وجاء ليكمل قضية رفض التفاوض مع امريكا التي اعلنتها الجمهورية الاسلامية فيما سبق وعلى لسان القائد الخامنئي ايضا، ذلك الموقف الذي اثار جدلا سياسيا داخليا في ايران وخارجيا على مستوى العالم والاقليم الجغرافي، هذا الجدل لم يكن غريبا ولا غير مفهوما، ولكنه كان يعبر عن النظرة المادية القصيرة للامور، والبعيدة عن الايمان بالامور الغيبية والنصرة الالهية التي تؤمن بها القيادة العلمائية المرتبطة اساسا بقيم السماء وشرعة الدين الاسلامي الحنيف التي تجعل من المدد الغيبي جزأ اساسيا من اسباب النصر.

 فترامب الذي شدد الخناق الاقتصادي وفي ضنه ان الجمهورية الاسلامية قد وصلت الى مرحلة لاتطيق معها تحمل الاعباء الاقتصادية ولاتطيق مزيدا من الحصار الاقتصادي، وان الشعب الايراني ناقم بشكل كبير على النظام وان النظام الايراني سوف يخضع في المفاوضات للاملاءات الامريكية التي سوف يتلقاها تلقي التلميذ لحديث المعلم، وبالتالي فان الامريكان سوف يحققون مايريدونه بهذه الطريقة ماقد يعجزون عنه في الحرب والقتال الذي وصلوا الى قناعة تامة بان الهزيمة سوف تلاحقم اذا بداوه.

 فراح الساسة الامريكان يرسلون الوسطات تلو الوساطات لعلهم يجدون طريقا للتفاوض مع الجمهورية الاسلامية، وفي الحقيقة انهم اوقعوا انفسهم في مازق كبير يوم اتخذوا الحرب الاقتصادية وتجويع الشعب الايراني طريقا لكي يحققوا اهدافهم، فلم يكن يخطر في بال احدهم ولا غيرهم ان يكون موقف الجمهورية الاسلامية بهذه الصلابة والقوة.

 ولم يكن في حساباتهم ايضا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف ستظل واقفة وقوية في ظل هكذا حصار الذي لو طبق على دولة اخرى لانهارت خلال اسابيع، لكن الجمهورية الاسلامية التي بنت نظامها على اسس صحيحة اقتصادية وسياسية وعلمية حديثة وحققت الاكتفاء الذاتي لاكثر من80% من غذاء شعبها، فانها مستعدة تمام الاستعداد لهكذا مواقف كبيرة ولا يعجزها الصمود اكثر ولوقت اطول، الامر الذي جعل اعداهم يشعرون بالخيبة كون حصارهم لم يؤد نتائجه المرجوة ولا بنسبة ضئيلة حتى، فقد جائت حسابات بيدرهم مختلفة تمام عن حسابات الزرع.

هذه الورطة التي وقعت بها امريكا وحلفائة بسبب حماقات ترمب ومواقفه الصبيانية هو وفريقه (المجانين ) انما تعبر عن سياسة رعناء غير مدروسة ومن الغريب انها تصدر من رئيس اكبر دولة في العالم وفريقه البيضاوي الذين لايختلفون رعونة عن رئيسهم الذي يبدو انه اختارهم على شاكلته، ان الخضوع الامريكي لصبيان السياسة كمحمد بن سلمان وبن زايد سوف يجر المنطقة الى ما لاتحمد عقباه فليس في كل مرة تسلم الجرة.

 فالايرانيون كما هم صناع بارعون للسياسة فهم كذلك صناع بارعون لوسائل القوة، فقد امتلكوا اسبابها منذ وقت مبكر لانهم شعروا ان عداء الامريكان والصهاينة سوف لن ينتهي عند حد معين، لذلك راحوا يحصنون بلدهم بذراع من القوة اذا مااستخدموه سوف يطال كل حصون الاعداء في كل مكان بما فيها مدللة الغرب اسرائيل الغاصبة اذا ماارتكبوا اية حماقة تجاه الجمهورية الاسلامية، وتعي الولايات المتحدة ذلك جيدا ولكن الهوس المادي والصفقات المغرية التي يقدمها بن سلمان وبن زايد دفع حكام امريكا الى الخروج من منطق السياسة الى منطق العصابات التي لايوزعها وازع ولاتلزمها قواعد اخلاقية ولا اعراف سياسية.

وما تفجير سفينة النفط اليابانية في بحر عمان، الا واحدة من هذه الحماقات التي لاتعبر الاعن رعونة كبيرة واشعال فتيل للحرب سيكون اول المتظررين فيه هو حكام ال سعود وحكام الامارات الذين يسعون بارجلهم الى فناء ممالكهم واماراتهم، فهم في قصر النظر السياسي هذا انما يقطعون ايديهم بانفسهم ولكنهم لايعون ذلك، فكل اصابع الاتهام تشير الى المحور (الترمبي) بهذا التفجير، وما اتهام الجمهورية الاسلامية من قبل هذا الفريق الا تزييف للعقول وتسطيح للحقيقة.

 فلايعقل ان تقوم الجمهورية الاسلامية باهانة ضيفها بهكذا طريقة، وهو امر مخالف تمام كذلك لما عبرت عنه الجمهورية الاسلامية عن موقفها برفضها للحرب رغم اقتدارها في ذلك، ولكن هذا الفعل هي احدى رسائل القوة التي يبعث بها المحور الامريكي للجمهورية الاسلامي وقد تعاملت معها بما يناسبها من رد وبهدوء المقتدر، اذ لم تخيفها رسالتهم ولم تهزهم التهديدات والتلويح بالقوة.

 فقد فهمت الجمهورية الاسلامية الطريقة المثلى بالتعامل مع هذا المحور وهي طريقة التحدي والند للند وهو ماتفهمه امريكا من لغة اذ لاتفهم غيرها، وقد كان رد القائد الخامنئي ردا صاعقا ومدويا صعق به الساسة الصبيان وحمقى السياسة في محور الشر الامريكي، واعاد العزة والهيبة لكل المسلمين بعد كادت ان تنهار على يد ال سعود وال زايد، الذين باعوا كرامة المسلمين باثمان بخسة، وكادوا طمس قضية المسلمين الاولى وهي القدس عبر صفقة الخزي التي اعلنوها .

ولكن يبدو انها سوف لن تتحقق بعد المستجدات السياسية الجديدة ومواقف الجمهورية الاسلامية وصمودها بعد الصغوط الكبيرة التي مورسة ضدها لاخضاعها كونها الدولة الوحيدة التي تقف ضد ماسمي بصفقة القرن التي نرى انها ستمزق وترمى بوجه الحكام الخونة عبر صمود محور المقاومة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك