المقالات

حكاكة الجدر...!!

2577 2019-06-22

احمد لعيبي

 

في  إحدى المرات جاءت(صوغة )من المشخاب إلى جدي وهي عبارة عن كيس (تمن عنبر )وزع قسمآ منه على إخوته ولم يبق منه إلا ما طبخناه في البيت وكانت رائحته قد ملئت الشارع...

دخل جدي مباشرة إلى المطبخ بعد أن كان خارج الدار وقال لها بصوت عال ( خايبة سكينه هذا التمن ريحته شكَت خشمي شلون نأكل وحدنه وزعي منه لسابع جار)..

لازلت أتذكر سكينة العظيمة وهي توزع صحون التمن العنبر المخلوط بالدهن الحر على بيوت الجيران وهي تقول للجيران هذا ثواب ناذره ابو لعيبي لوجه الله تعالى ..

الطريف في الأمر اننا لم يتبقى لنا في قدر الطبخ حبة رز واحدة بعد أن فزع علينا الصغار ظنآ منهم انه فعلا ثواب كما قالت جدتي للجيران..

كنت صغيرآ يومها لكن الحدث كان عالقآ في بالي وجئت جدتي باكيآ باحثآ عن الرز فقالت لي وهي تخرج من جيبها عملة معدنية(جده إلك الله هذا جدك (المويمن )وكانت تقصد (المؤمن) وزع التمن كله وظلت بس الاحكاكه بالجدر ...

وقف جدي فوق رأس جدتي وهو يسمع حديثها معي ويبتسم وهو يقول لها(خايبة سكينة باجر شنكول لله من يكلي عبدالحسين شبعت تمن عنبر وجيرانك ماضايكَينه ..وداعت سبع الدجيل استحي من الله ..كَوم أحميد جدي ..باجر من تكبر لا تأكل كَدام جوعان ...!!..ولاتمدحلك نهر كَدام عطشان ....

الغريب في الأمر أن عبدالحسين العظيم وسكينته المقدسة كانوا لايقرأون ولا يكتبون ولا يقلدون مرجعآ ولم يسمعوا بأقتصادنا أو فلسفتنا ولم يقرأوا كتب ارنست هنغواي ولم يقرأوا مسرحيات عبدالرحمن الشرقاوي وشكسبير  ...

بعد كل هذه الأعوام كثيرون مثل جدي يأكلون العنبر والاحمر والمشمر والمفطح ولكنهم ساسة يقرأون ويكتبون فلم يكونوا مثل جدي أميين لهم ضمير ..يوزعون الرز العنبر على جيرانهم واهلهم لأنهم يخافون الله...

عندما مات جدي كان يحتضر بحجر عمتي الكبرى التي صارت الان تشبه جدتي..فقال لها وهو ينظر في أعلى الغرفه(َكَولي لحمودي لايطبخ تمن عنبر بفاتحتي وهو يعرف ليش )...!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك