فرج الخزاعي
من مسلمات الامور أن الانسان وخاصة المسلم يلجاُ في شدائد الامور الى ربه في قضاء حوائجه الحياتية لذا تجد أن هناك خيط ممتد بين العبد وربه يمر من خلال الانبياء والائمة والصالحين وبما أن عهد الانبياء قد أنقطع فلا زال عهد الاولياء والصالحين والعلماء تأسياُ بقوله صلوات الله وسلامه عليه ( علماء أمتي كأنبياء بني أسرائيل )...
وفي العراق ومنذ سقوط النظام البائد ظلت المرجعية الدينية هي صمام الأمان والموجه لبوصلة حركة المجتمع العراقي بكل طوائفه وأديانه وأعراقه لأيمان الجميع بأبوية مرجعية سماحة السيد السيستاني الذي أثبتت الوقائع والملمات أنه أب الجميع وراعي الجميع وخيمة للجميع ...
وظل خطاب المرجعية وعلى الدوام هو قراءة لخلجات وانفاس ومعاناة الشارع العراقي لتكون خطبة الجمعة مرآة عاكسة لما يدور في الشارع العراقي سواء كان بالسلب أو الايجاب فبالأمس نوهت المرجعية عن بطولات العراقيين وجسامة تضحياتهم في الذود عن حياض الوطن في حين أتى خطاب هذه الجمعة وضمن المواعظ الاخلاقية ليعالج ظاهرة سلوكية باتت تهدد المجتمع العراقي وتهدد السلم المجتمعي من خلال أستفحال العداوات وبث الكراهية بين ابناء الشعب الواحد الا وهي ظاهرة القذف والسب والشتم والتشهير والطعن بالاعراض من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أن هذه الظاهرة التي يراها البعض من ذوي النظرة الاحادية بأنها لاتستحق التوقف عندها من قبل المرجعية متناسين دور المرجعية الابوي الحريص على تهذيب سلوكيات وأخلاق المجتمع خوفأً من أن تستفحل هذه الممارسات الخاطئة لتلقي بظلالها على وشائج المحبة والالفة التي عرف بها المجتمع العراقي الأصيل .
أن البعض وللأسف الشديد ينتظر من خطبة الجمعة للمرجعية العليا فقط الخطبة السياسية في حين أن الواجب الاخلاقي والوطني يحتم على المرجعية أن تشخص العلل والظواهر الاجتماعية التي لاتقل أهمية في خطرها عن الفساد الاداري والمالي لأن جميع هذه الظواهر تصب في مصب واحد وهو تشتت وتشرذم المجتمع وأنحدارة نحو هاوية سحيقة لا سامح الله .
https://telegram.me/buratha
