عمار عليوي الفلاحي
بأنفسنا من إمامِ ذا لسانِ حقٍ وصادق، و سفير بعلمً النبيِ والعترةُ ناطق، سيد المذاهب أن أعددتهُ، ومدارس علمٍ إن ألفيتهُ، فصدى صوت علومه بالضمائر يتردد، وعلى تقادم الأزمنة يتجدد، فعزائنا لذكراه يتأبد ، وأكبادنا بأساها تتوقد، حيثُ كبدهِ مقطعٍ و مَسموم، وضريحهِ متلاشيٍ ومهدوم، وإن كان يسمو علواً فوق علوُ السحائب، حفيد وإبن الطيبين ووالد وجد الإطائب
تميزت ولاية" الإمام جعفر إبن محمد الصادق عليه " بتنميط مغاير تماماً، عن المسالك التي سارت وفق نهجها _القيادة المعصومة_ منذ رحيل الخاتم صلوات ربنا وسلامه عليه، حيث أحدثت إمامته عليه السلام، نهضةً حضاريةً تمثلت كانت إستكمالاً طبيعياً، لهداية النبي، وعدالة علي، وبلاغةِ فاطمٍ، وسياسةِ الحسن، وثورة الحسينِ، وعبادةِ السجاد، وعلوم أبيه الباقرِ،
تجلت بإنشاء جامعات للعلوم المختلفة والتي عرفت_بجامعة الإمام الصادق عليه السلام_ ولم تكن مخصصة للعلوم الدينية فقط، وإن كان هذا المفهوم الديني هو مصدر الإشعاع الفكري لسائر العلوم ، فإلى جانب تأسيسهِ عليه السلام_ المذاهب الإسلامية المحترمة _ تحت مفهوم الرصانة الفكرية بالنحو الذي جعلها تتسامى على تقادم الأزمنة، ووفق لمبدأ الإعتدال دونما التميز بين مذهبٍ وآخر، طالما هم منظوين تحت لواء _لا إله إلا الله محمد رسول الله _ فكان الإمام ينظر لهم جميعهم من زاوية أفق واحدةً، وجعلهم جميعهم يرددوا المقولة الحضارية الشهيرة:حدثني جعفر إبن محمد الصادق. لتكون شاهدة على عمق حضارته، كذلك تجده أسس للعلوم العلمية الأخرى، فماكان لعلم الكيمياء الذي يشغل بأهميتهِ مساحات واسعة من الحياة، من أن يلج النور، لولاه، حيث ماخلفه تلميذه مؤسس علم الكيمياء _جابر إبن حيان_ كله من علوم الإمام وتدريس، في إشارة واضحة الملامح، من أن الدين يعني منظومة الحياة، وليس بالضد من الحياة. أو من أن يختزل بالأمور الدينية فقط،مع التركيز على أن الأمور الدينية، هي الملمح الأبرز في حضارته، وإن على الإنسان أن يخلق حالة من التوازن بإهتماماته، وبالضبط تجد اليوم مذاهب إسلامية حنيفة قائمةً على أصولها بتنظيم حياة الفرد، كلها من فيض علمه وحضارته ، وبالمقابل تجد الإنسانية تنعم وتتقدم بعلوم الكيمياء كلها بفضل حضارته كذلك.
وختامه مسك لم يكن الإمام ليقعد عن الإضطلاع بمهامه الجليلة، بسب إنحراف الدولة الإسلامية عن مسار القيادة المعصومة، مع إمكانية ذلك، بل إتخذ من التداول المستمر لتقمصها نمطاً خاصاً أوجد حضارة للأمة الإسلامية أسمها _جامعة علوم جعفر إبن محمد الصادق _ مما يلقى بالمسؤولية على أبناء الأمة جميعاً، من أن يعملوا كلا وفق شاكلته، وموقعه، تمهيداً لدولة العدل المنتظر.
فسلاماً عليه يوم ولد، ويوم أستشهد، ويوم يبعث حياً.للإمم
https://telegram.me/buratha