ﺣﺴﻴﻦ ﻓﺮﺣﺎﻥ
ﻣﺎﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﻨﻜﺮ ﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻪ .. ﻟﺘﺮﺍﺛﻪ .. ﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻪ .. ﻭﺍﻟﻄﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻨﻜﺮ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺗﻪ .
ﺗﺒﺪﻱ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻓﻠﺘﺎﺕ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﺿﻤﺮ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻻﺭﻛﻴﺰﺓ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﺑﻞ ﺍﻻﺿﻄﺠﺎﻉ ﻓﻲ ﺛﻜﻨﺔ ﺍﻟﻬﻤﺞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻉ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻗﺪ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﻣﻰ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﻋﻖ ﻳﺴﻮﻗﻪ ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻌﺮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ، ﺍﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺑﺼﻼﺡ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻄﻊ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻏﻔﻠﺔ ﺃﻳﻘﻈﻪ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ .
ﻧﺴﻤﻊ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻭﻫﻨﺒﺜﺔ ﻭﻛﻼﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺸﻔﻲ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺎﺗﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﺪ ﻋﻠﻰ ( ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ) ﻭ (ﺍﻟﻤﻌﻤﻢ ) ، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻤﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ؟ ﺭﺑﻤﺎ ﺳﻴﺘﻀﺢ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﻀﺢ ﻟﻪ .
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﺠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﻭﻫﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ، ﻭﺩﻳﺪﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﻟﻠﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺹ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺎﺯﻭﺍ ﺑﻪ .
( ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﺗﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ) .. ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻣﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﺷﻌﺐ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻪ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﺗﺮﺍﺛﻪ، ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺍﻓﺘﺨﺮ ﻣﻔﺘﺨﺮ ﺑﻌﺮﻭﺑﺘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﺹ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺭﻣﺰ ﺩﻳﻨﻲ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﻬﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺇﺭﺙ ﻗﻮﻣﻲ ؟
ﻓﻤﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻘﺪﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ : ( ﺟﺎﺋﺖ ﺑﻪ ﻋﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻛﺄﻧﻤﺎ .. ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻟﻮﺍﺀ ) ، ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻨﻒ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺳﻴﺪ ﺑﻨﻲ ﺗﻤﻴﻢ ﻭﻓﺎﺗﺢ ﻣﺮﻭ ﺣﻴﻦ ﻋﻘﺪ ﻟﻌﺒﺲ ﺑﻦ ﻃﻠﻖ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ، ﻧﺰﻉ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻋﻘﺪﻫﺎ ﻟﻪ ﻟﻮﺍﺀ .
ﻭﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻋﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻮﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﻮﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻣﺮﻱﺀ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺠﻼﻥ ﺣﻴﻦ ﺭﺩ ﻗﻀﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﻟﺨﺰﺭﺝ :
ﻳﺎ ﻣﺎﻝِ ﻭﺍﻟﺴّﻴّﺪُ ﺍﻟﻤُﻌَﻤَّﻢُ ﻗَﺪْ ﻳﺒﻄﺮﻩُ ﺑﻌﺾُ ﺭﺃﻳﻪِ ﺍﻟﺴﺮﻑِ
ﻧﺤﻦُ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﺃﻧﺖَ ﺑﻤﺎ ﻋِﻨْﺪَﻙَ ﺭﺍﺽٍ، ﻭﺍﻟﺮَّﺃﻱُ ﻣﺨﺘﻠِﻒُ
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ : ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﻋﻤﺎﺋﻤﻬﻢ ﻟﻮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻡ ﻭﺇﻥ ﺳﻔﺮﻭﺍ ﺃﻧﺎﺭﻭﺍ
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﺎﻋﺮ ﺁﺧﺮ : ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﺛﺮﻯ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻮﻣﻪ
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻤﻢ
ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻄﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺑﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﻮﺩﻫﻢ
ﻭﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﻏﻤﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻟﻮﻡ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻦ : ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﺃﺣﻴﺤﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﻢ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻟﺸﺮﻓﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﺃﺣﻴﺤﺔ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﺑﻤﻜﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺘﻀﻢ ﺫﻣﻴﻢ
ﺇﺫﺍ ﺷﺪ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻟﻲّ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﻡ
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭﺭﺩ ﻣﺎ ﻧﺼﻪ " ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻋﻤﺎﻣﺔ "
ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺪﺅﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻓﻘﺎﻝ : « ﻫﻲ ﺟُﻨَّﺔ ( ﻭﻗﺎﻳﺔ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﻣﻜَﻨَّﺔ ( ﺣﺎﻓﻈﺔ ) ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮّ ﻭﻣِﺪْﻓﺄﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘُﺮّ ( ﺍﻟﺒﺮﺩ ) ﻭﻭﻗﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨَّﺪﻱِّ ( ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ) ﻭﻭﺍﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ، ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ » . ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻷﺣﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﺇﻧﻚ ﺗﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻓﻘﺎﻝ : « ﺇﻥ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﻟﺠﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳُﻮَﻗَّﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮّ ﻭﺍﻟﻘُﺮّ » . ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻴﻒ ﻣﻈﻬﺮًﺍ ﺟﻤﻴﻠًﺎ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ - : « ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻋِﻤَّﺘﻪ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺧُﻔِّﻬﺎ » .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻋﻤﺎﺋﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺤﺴﺐ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﺫﻭﺍﻗﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺳُﺌِﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺜِّﻴﺎﺏ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ : « ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺃﺷﻜﻞ، ﻭﺍﻷﺣﻤﺮ ﺃﺟﻤﻞ، ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺍﻟﺴَّﻮﺍﺩ ﺃﻫﻮﻝ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺃﻓﻀﻞ » ﻭﻗﺪ « ﺍﺧﺘﺼَّﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺄﺭﺑﻊ : ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﺗﻴﺠﺎﻧﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺪﺭﻭﻉ ﺣﻴﻄﺎﻧﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﺳﻴﺠﺎﻧﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺸِّﻌﺮ ﺩﻳﻮﺍﻧﻬﺎ » .
ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺇﺭﺙ ﻋﺮﺑﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﻻﺗﺮﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻜﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ( ﻓﺎﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺴﺎﺑﻜﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻋﺮﺑﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﻋﻤﻮﻥ ) .
ﺃﻣﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺪﺍﺳﺘﻬﺎ - ﻟﻤﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﻫﺪﻱ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻓﻬﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ، .. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ( ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﺗﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻫﻢ ) ،ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ : ( ﺇﻋﺘﻤﻮﺍ ﺗﺰﺩﺍﺩﻭﺍ ﺣﻠﻤﺎ ) ،ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ : ( ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻤﺎﻣﺔ ) ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ( ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﺔ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ) ، ﻭﺃﻥ ﻟﺒﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻥ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ :( ﺇﻧّﻲ ﻷﻋﺠﺐ ﻣﻤَّﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺘﻢّ ﺗﺤﺖ ﺣﻨﻜﻪ، ﻛﻴﻒ ﻻ ﺗﻘﻀﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ ) ، ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﻮﻡ ﻏﺪﻳﺮ ﺧﻢّ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻲّ ( ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻓﻌﻤَّﻤﻪ، ﻭﺃﺳﺪﻝ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﺘﻔﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﺪﻧﻲ ﺭﺑﻲ ﻳﻮﻡ ﺣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻌﻤَّﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺪﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺠﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ... ) .
ﺇﺗﻀﺢ ﺇﻥ ﻟﻠﻌﻤﺎﻣﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﻣﻨﺰﻟﺘﻬﺎ ﻭﻗﺪﺳﻴﺘﻬﺎ
ﻭﺇﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ ( ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ) ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻼﺳﻼﻡ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻳﺪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻬﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ ﻟﻄﻤﺲ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ ﻭﺇﻓﺮﺍﻏﻪ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺩﻳﻨﺎ ﺷﻜﻠﻴﺎ ﻳﻼﺋﻢ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﻟﺴﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺨﻠﻰ ﻣﺎﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ ( ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ) ﻣﻊ ﻭﺭﻭﺩ ﻣﺎﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ؟ ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻻﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ؟ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻣﻀﺤﻜﺔ .. ﺃﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ !! ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺟﺪﺭ ﺑﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﺑﺄﻋﻴﻨﻬﻢ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﻌﻤﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺗﺮ ﻳﺼﺪﻭﻥ ﻫﺠﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﺶ ﻓﻴﺴﺘﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﺼﻨﻊ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻟﻮﻃﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻗﺪ ﺗﻔﺸﻰ ﻭﺃﻥ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻻﻧﻐﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺒﻖ ﻟﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﻭﻻ ﻟﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ .
......................
https://telegram.me/buratha