المقالات

التفريط بالقدرة !

921 2019-07-16

جواد أبو رغيف  aburkeif@yahoo.com

 

المراقب لمسيرة التجربة العراقية السياسية بعد (2003 )،يلاحظ غياب (المنهج التراكمي) في أداء النظام السياسي،وشيوع  (منهج الإزاحة)،فكل حكومة تأتي بطاقم كامل يزيح ما قبله وتبدأ رحلتها الجديدة دون أن تتعقب آثار سلفها في توطين القوة ومعالجة الوهن !.

التجارب كثيرة لما قدمت،لكني سأتناول قضية،لطالما شغلت الرأي العام،وغرف السياسة،ودوائر الاستكبار،ودول الجوار.

"الحشد الشعبي" التجربة التي ساقتها لنا يد الغيب،ونفذتها المرجعية،لتقديم نموذج تقف الأقلام عاجزة والأفواه "مكمومة" عن حقيقة وحدة شعب ووطن،راهن الجميع على ذهاب ريحه وكسر شأفته.

لم يكن غزو "داعش" محض صدفة عابرة،بل مخطط كبير رسمته دوائر الصهيونية العالمية،ساهمت للأسف بعض القيادات العربية السنية بتنفيذه ،كردة فعل، أو نتيجة "ارتباط متربص" بـ "البيئة السياسية".(على خلفية إقصاء السيد المالكي لهم، فرفعوا شعار "بديلاً للمالكي "، أو الاستعانة بـ "داعش "ثم التفاوض!، رغم أن الرجل أقصى الجميع بما فيه بعض قيادات "حزب الدعوة"،فالرجل واضحاً يرى أن العراق دولة مركزية منذ "العصر الآشوري"،وهي بحاجة إلى دكتاتور تفرزه "صناديق الاقتراع").

المشكلة التي تواجه النظام السياسي الحالي،هي محاولة تطبيق أفكار شخصية،تفتقد إلى قاعدة جماهيرية،(أشبه ببذر في حماد).

الأمر الديواني الذي أصدره السيد رئيس الوزراء،فيما يتعلق بالحشد الشعبي،وأثار لغطاً "شعبوياً ونخبوياً،"فسره البعض محاولة لقطع الطريق على التوجه "الأمريكي" بتسليح العشائر السنية  في منطقة "الطارمية" وأطراف بغداد،ومن جانب تطمين للقوى السنية،هو خطوة جيدة في وقتها التي نعتقد لم يحل بعد!،فالشعب العراقي يبحث عن "الأمن الاجتماعي" المتمثل بتأمين الحدود وعودة الحياة الطبيعية للمناطق الساخنة، وبالتالي الوصول إلى "الأمن المجتمعي"، لازال مهدد بفعل الصراعات السياسية،التي ما انفك بعض الساسة من "نفخ رمادها" بين حين وآخر،فضلاً عن  تهديدات أمريكا و دول الجوار.

ما يعني أن جميع تلك الظروف يجب أن تكون حاضرة على طاولة  صانع القرار،عند البدء الفعلي بتنفيذ بنود "الأمر الديواني"،عدا ذلك يعني تطويح بجميع المنجزات الاجتماعية والأمنية،وهو "تفريط بالقدرة" التي تحققت بفعل الدماء الزكية التي أريقت على مناحر حدود المدن التي احتلها داعش.

وقد يفسره الرأي العام العراقي جحود لتضحيات الشعب العراقي يرسخ حالة الانكسار،وبالتالي أمكانية عدم الثبات في مواجهة أية أزمة قادمة،قد تؤدي إلى نسف التجربة الديمقراطية التي تنفسنا من خلالها الصعداء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك