المقالات

عندما يقع الشعب ضحية المصالح تسقط المعايير الاخلاقية

2004 2019-07-17

عمار الجادر

 

مر موسى على رجل غني ومعه قارون، فلم يطالب موسى الرجل الغني بحق للفقراء، فأنتفض قارون قائلا: أتترك هذا الغني وقد اسرف في ملك الفقراء؟! فقال له موسى: انه اشرك بالله بماله فملك المال قلبه ولو طالبناه لتهمنا بالزنا والفجور، وللمال صوت اعلى من صوت نبي! فتعجب قارون من كلام النبي وارتاب، وما هي الا ايام واذا بقارون يفعل بموسى ما نبأه اياه بشأن الغني.

تلك الايام دول، وفي القرآن حكم ولكن من يتعظ ؟! وفي كل زمان موسى وقارون، وشعب يسمع صوت المال ولا يسمع صوت نبي.

في الامس تشكلت حكومة جديدة، وادعا من ادعا انها جاءت بتوجيه المرجعية الرشيدة، وانه هو من اختارها لانه الاقرب لخط المرجعية، وحال قارون كان داعيا يدعو الناس لاتباع نبي من السماء، وما ان دارت الايام واختلفت المصالح، اتهم قارون ذلك النبي الذي يدعو اليه بالزنا وارتكاب الفاحشة، وليت شعري ان قارون غرته الدنيا فما بال من اهتدى الى موسى انقلب عليه؟!

بين خيمة خضراء واخرى زرقاء، وكل منها يدعي الاصلاح، شعب يتبع الهوى دون ان يفكر فيما جرى، وهو في الحالتين بقي على حالة سواء، ولم يتعظ مما جرى، فهي مجرد اختلاف في المصالح الشخصية، وما لأحد في ليلى وصلا، فلو دقق في المعايير الاخلاقية الصحيحة، لوجد ان ما حدث مجرد ركوب موجة للوصول الى الهدف، بينما يبقى الشعب على دكة الامتطاء لخيمة اخرى وادعاء اخر.

لقد تشكلت حكومة السيد عادل، بوقت حرج، ولبس كل تيار قناعه الذي يتظاهر بالتباشر لجمهوره، وكل ادعى ان سياسته نجحت بتنصيب شخص نزيه، وقد فوضته في اختيار الحكومة بعيد عن المحاصصة، ولكن ما خلف الكواليس تفضحه المواقف، حيث زالت الاقنعة، عندما سار الرجل بما يظهره السياسيين من قناع للشعب، فعندما وجد الشركاء ان سلتهم خالية، انتفض البعض واتخذ البعض الاخر قناع جديد يدعى معارضة.

بين تضارب المصالح، سيكون الشعب مطية لمظاهرات فئوية، تقلق الامن، وتكلم الجرح، حتى يصل اصحاب المصالح الى غايتهم، وبعد هذا ليس للشعب بواكي غير موسى، وهناك تسقط جميع المعايير الاخلاقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك