المقالات

لماذا يخشون الحشد الشعبي؟

1733 2019-07-24

علي الطويل

 

في كل مرة تحقق فيها قوات الحشد الشعبي انتصارا باهرا او انجازا كبيرا ، نرى في الجانب الاخر هجمة ظالمة تستهدفه وتقلل من امكانياته وتستهدف وجوده ، فمرة يتهم الحشد الشعبي بالطائفية ، ومرة يتهم بانه من يسيطر على الحكومة وقراراتها ، واخرى بان من عناصره وقادته فاسدين وهمهم جني الاموال وشراء العقارات والسيارات الفاخرة ، وما الى ذلك من قائمة طويلة عريضة من التهم الجاهزة يروجها القلقين من وضع الحشد الشعبي وقوته ، فلماذا ياترى كل هذه الخشية وكل هذا الخوف من الحشد ؟ .
الذي يطلع على الاحداث ويسترجع مجرياتها - وزمانها الذي نتحدث عنه ليس ببعيد - سيجد ان ماحققه الحشد الشعبي من انتصارات وانجازات في وقت قصير من عمره -رغم ظروف تاسيسه وامكانياته المتواضعة - سيجعله يتفهم هذا الخوف وهذا القلق ، فقد راهن الكثير من اصحاب الاجندات على ضعف الدولة العراقية وتلاشي قوتها لاسباب كثيرة ومتعددة ولتمرير اجنداتهم المختلفة ، فالعامل الخارجي اراد الدولة العراقية دولة ضعيفة ليمرير مخططاته من خلال هذا الضعف الذي خلقه هو في احيانا كثيرة ، ونعني به الولايات المتحدة الامريكية التي حملت معها مشروعا كبيرا لعموم منطقة الشرق الاسلامي يمر عبر احتلال العراق وليكون هذا الاحتلال مفتاحا للتغيير في كل المنطقة ، فطبقت على العراق كل مشاريع التمزيق والتفتيت والحرب الداخلية وكان اخطرها مشروع داعش الذي مزقه الحشد في عامين رغم الامكانيات الهائلة من المال والسلاح والاعلام ، وبالمقابل استطاع الحشد سحق هذا المشروع وبامكانياته المادية واللوجستية المتواضعة ، الا من سلاح العقيدة الذي يحمله ، هذا من جهة ومن جهة اخرى فان العامل الداخلي يخشى ان هكذا قوة تملك كل اسباب البقاء ومتجذرة في العمق الجماهيري ومتسلحة بالايمان والابتعاد عن المؤثرات المادية ، فانها ستكون الان ومستقبلا بمثابة مصدر للقلق الدائم لطموحاتهم واحلامهم المختلفة وفسادهم ، ولذلك فلابد من اثارة الحملات الاعلامية والاقاويل ضد هذه القوة المتنامية القوة والكثيرة الانجازات ، فالتقى هنا المشروعين الداخلي والخارجي في عدائهم للحشد الشعبي فراحوا يعملون بخطط متطابقة للنيل من وجود الحشد وسمعته والضغط باتجاه عدم الاعتماد عليه في كثير من المهمات ، 
ان الحشد الشعبي اصبح الان قوة لها وزنها في المنظومة الامنية العراقية ، وان الدولة العراقية بدون الحشد الشعبي ستبقى ناقصة القوة وناقصة لاحد اهم مرتكزات البقاء والاستمرار ونقولها بضرس قاطع ، ان الدولة بدون الحشد الشعبي ستكون كالسعفة في مهب الريح تتقاذفها موجاته بكل اتجاه ، لقد كان موقف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حكيما ومنصفا - مقارنة بمن سلفه- في تعامله ورعايته للحشد الشعبي ومنحه الحقوق وتنظيم شؤونه قانونيا بما يضمن له ان يكون قوة عراقية اساسية رسمية في منظومة القوى الامنية العراقية ، وهي ايضا رسالة اطمئنان وتطمين للمشككين والقلقين بان هذه القوة هي تحت سيطرة الحكومة وتخضع لاوامرها وادارتها ، وبذلك فقد ترسخ وجود الحشد الشعبي قانونيا كما ترسخ وجدانيا في نفوس العراقيين ، فاليخاف من يخاف واليقلق من يقلق بعد ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك