حيدر الطائي
للأسف مامُني به شيعةُ العراق من انقساماتٍ على جميع الصعد. رغم قوة مذهبهم ودلائل فكره الرصين. وثوابت مبادئه الحقة. إلا أنهم أصبحوا طرائق متعددة وهذا في حد ذاته حالةٌ صحية. تخرجه من التقوقع التقليدي الكلاسيكي إلى حيوية الفكر والاجتهاد به نحو متطلبات الحياة العامة وجعلهُ منهاجٌ قويمٌ للبشرية ولإتباعه خصوصًا
لكن مايؤسى له إن الغالبية العظمى من جماهيره التي تتبع الرموز الدينية وغير الدينية. سلموا مصائرهم لرموزهم وباتوا يفكرون نيابةً عنهم وباتت كل جماعة ترى نفسها هي الحق والجماعات اُلأخر على غير هدىً أو على غير صراط التشيع القويم.
الأدهى من ذلك إن الرموز أحيانًا هي من ترسم مستقبل للعامي المتبوع. رغم هي من مسلمات الفرد العامي الذي يرسم حياته بنفسه كما وهب الله له القدرات والإمكانيات في دنيا الوجود. لكن تعبأت الأنصار والاتباع بثقافات الرمز المقدس والتدخل حتى في مجال السلوكيات النفسية للفرد.
بحيث بات هؤلاء الاتباع ينظرون إلى الوطن والدين والمذهب من خلال هذه الذوات الرمزية واغلقوا عن أنفسهم ثقافة التمرد الذاتي ضد شهونة الرمز وتوجيه الانتقاد له إذا أخطأ. والتحلي بثقافة نقد الذات. إلا أنهم للأسف أضافوا عليهم هالة العبودية الطوعية الغير خاضعة للدراسة المنطقية المُستندة إلى العقل والمنطق. وإماتت شعور الضمير والانتقاد وجعل الرمز فوق فوقوية الدين والوطن والمذهب خصوصًا.
كلام قبل الختام
لاشيء أروع من الحرية لكن أيها الشيعي العراقي إتباعك للرمز يجب أن يكون في بعض مجالات الدين والحياة التي يرسمها لك الدين من خلال القوانين الشرعية والحياتية
التي يجب إخضاعها للعقل.
وتسليم مصيرك كله للرمز فهذا انتحارٌ بإسم المقدس لأن الحياة لك هكذا كرمك الله بها
فأنت إنسانٌ والرمز المقدس الذي تتبعه إنسانٌ مثلك
أيضًا. سلام..
_____
https://telegram.me/buratha
