عمار عليوي الفلاحي
يقال إن قائدا عسكريا، زار أحد جبهات القتال، وسأل حينذاك أحد الجنود يدعي "إكريم" بالقول: ياأكريم إذا اجاك العدو من الخلف شتسويله؟گاله سيدي أخذ تفگتي وألاكيهم، كاله: وإذا أحوك من الأمام. گالة سيدي أخذ تفگتي وأنحرهم، كأله زين!؟ إذا أجوك عن طريق الإلتفاف ستشوي!؟گاله يابة قابل بس أكريم بالجبهة!؟
ما يشهده مسرح "المستشارين" لهرم العملية السياسية آنياً من تبوء، يجعلك تعتقد تمام الإعتقادِ بأن الساحة العراقية قد أفرغت تماماً من الكفاءات، وبأن إكريم خليقٌ به تحمل المسؤليات، لأنه الوحيد بالجبهة! وإلا ما الفائدة المتوخاة من تسنم أشخاص مناصب"المستشارين" لقواد البلد، وهم يقفون على مسافة واحدة مع الرئيس، من التخصص الذي أسندت اليهم مهام الإستشارة فيه!
يصاحب هذا المنعطف المرزي الذي تعيشهُ العملية السياسية أمراً مزرياً زاد من تعقيد هذا المنحى. وهو إننا رأينا جملة من الذين أسندت إليهم مهام ـ الإستشارة ـ كانوا ممن خسروا ثقة الشعب بالإنتخابات!؟ ولا نفهم من عدم منحهم الثقة مجدداً إلا لوجود إخفاق في أداء المهام المناطة فيه. ولا أحد يزايد على ثقافة ووطنية الشعب العراقي، فكان الإتيان بهم للواجهة مجدداً بمثابةِ خيبة الأمل. ووأد لرغبة الشعب العراقي..فضلاً عن جهل بعض "المستشارين" للتخصصات التي إضطلعوا بها! ولا نكون بمدعانا هذا من الرافضين للشخصيات المعنية، لكننا بالوقت ذاته لا نرى جعل الشخص الغير مناسب بالمكان المناسب ماهو الا مضيعة لوقت بلد سبقته أضعف البلدان الى التقدم والتطور.
هل ثمةُ هنالك آلية تتبعها المؤسسة السياسية، لإبعاد الغير متخصصين عن التخصصات، كأن يكونوا من عامة الكفاءات، لتعود تلكم الخطوة بالفائدة للبلد من جهة، ولخلق حالة توازن بقيادة البلد مما يعود بالثقة المطلقة مابين الدولة والشعب معاً، كون تلكم الخطوة تقضي بموجبها على التسيد الغير مبرر بمفاصل الدولة تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha