المقالات

عندما يهديك الاعداء نصرا...!

1702 2019-08-28

 علي الطويل

 

لقد شدد الصهاينة خلال السنوات العشر الماضية من عملهم ضد جبهة المقاومة وبشكل غير مسبوق، وهذا العمل جاء من خلال التدخل المباشر او من خلال القنوات التي تخدمهم في العالم ، وعلى راس هذه القنوات امريكا وبريطانيا وخدامهم واذنابهم في العالم العربي والاسلامي ، فتعددت اشكال هذا الضغط كالحرب المباشرة كما يحدث في اليمن عبر تحالف العدوان ، والحروب الاهلية بين فرقاء الوطن الواحد وخلق عدو لتمزيقه كما في سوريا ، وايجاد الفرقة في الجسد الواحد كما في لبنان والعراق، والحصار الخانق الذي شمل حتى الغذاء والدواء كما في ايران ، ولكن الغريب ان كل هذه الاساليب العدوانية بائت بالفشل الكبير ، وكانت نتائجها بغير مايرغب الاعداء وبصورة مختلفة تماما مما يجعلهم يتخبطون ويبحثون عن طرق لحفظ ماء الوجه على الاقل ، فاحداث اليمن تسير عكس الاتجاه الذي رسمه العدوان واليوم من اشعل حرب اليمن في مأزق لايحسد عليه ، وهذا النظام السوري الذي بذل الغرب والصهاينة واذنابهم كل مايستطيعون لاسقاطه وتمزيق سوريا ، بقي صامدا وعادت الارض السورية موحدة واندحر اعدائها ، وهاي الجمهورية الاسلامية التي اراد اعدائها عند فرضهم الحصار عليها تجويع شعبها واسقاط نظامها والقضاء على منجزاتها ، ولكن النتائج جائت مغايرة للمخطط المرسوم بل كانت وبالا على من فرض الحصار ، فكانت المنجزات في ظل الحصار اضعاف ماكانت عليه في الرخاء ونظام الجمهورية الاسلامية اقوى بكثير مما كان عليه ، والان يتوسل الغرب وامريكا المفاوضات بلا طائل . ان ماحدث ويحدث في العراق ليس ببعيد عما يحدث في دول الممناعة والمقاومة فقد اشعل الاعداء الفتن والازمات الداخلية والصراعات والقتل ، وبذلوا جهودا وانفقوا اموالا طائلة في سبيل تمرير مخططاتهم التمزيقية الا ان جميعها بائت بالفشل ، واخرها مشروع داعش ، ذلك المشروع الذي ضن المخططون له انه المشروع الذي سيحقق جميع اهدافهم في المنطقة، ولم يتوقعوا او يخطر في مخيلتهم ماستؤول اليه الامور بعد ذلك ، اذ اطلقت الفتوى وهب العراقيون للقتال وتحقق النصر الناجز واندحر داعش واذنابه ، فكان النصر نصران ، الاول ان مشروعهم في تمزيق العراق قد ولى والى الابد ، والثاني اهدتنا مؤامراتهم جيشا عقائديا مقداما تسلح بالايمان والتجربة وقادر على تحطيم كل مايخططون له وتشتيت الاعيبهم ودسائسهم ، واضحى شوكة في عيونهم وباتوا يحوكون الدسائس والمؤامرات ضده للتخلص منه وباساليب شتى. واليوم عندما تتدخل اسرائيل وبشكل مباشر لضرب مقرات الحشد وافراده ومخازنه ، فانه دلالة كبيرة على انهم في وضع هستيري وخوف مما قد حصل عليه الحشد من قوة وتجربة في اربع سنوات ، وباتوا لايستقر لهم بال وغير مطمئنين لاجراءات خدامهم من الغربيين وغيرهم ضد هذه القوة المتنامية ذات الخبرة الكبيرة ، رغم ان وكلائهم او خدامهم لم يبخلوا بجهد لايقاف عجلة الحشد وعرقلتها ولكنها فشلت ، ان ضرب مقرات الحشد ومخازنه سوف لن تكون نتائجه الا كسابقاتها خيبة ومرارة للصهاينة وعزة وتقدما للحشد ، وسيهدوننا نصرا جديدا اذ لن يبق الحشد ساكنا واسرائيل تقصف مقراته وتقتل افراده ، بل سيتحول ذلك الى طرق عمل جديدة واساليب جديدة تمنح الحشد منعة واستعدادا لصد العدو وعدوانه الجوي هذه المرة ، والعمل على تحصين اجواء العراق من العدوان عبر الحصول على السلاح المضاد للاهداف الجوية والتصدي لكل عدوان اخر ، وسيكون ذلك نصرا قد اهداه المعتدين يضاف الى الانتصارات السابقة ، فقد تحولت جميع الازمات التي خلقوها الى فرصة للتطور والنمو والعزة ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك