مهند ال كزار
لا زالت المنطقة تتجه صوب التصعيد, الدبلوماسية والحوار لم يصل الى نتيجة في ظل التوترات القائمة, وما قالته وزارة الخارجية السعودية، الإثنين، إن التحقيقات الأولية في الهجوم ضد منشآت النفط في المملكة، أسفرت عن أن الأسلحة المستخدمة هي إيرانية الصنع, والعمل جار على التحقق من مصدر الهجمات, ما هو الا تصعيد أخر وتغليب لغة العقل والمنطق في كل المجريات, وتغافلت عن حربها التي تخوضها ضد اليمن منذ سنوات, والتي راح ضحيتها الالاف من الابرياء .
كذلك ما قاله رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي، الاثنين، إن الهجوم على منشأتين نفطيتين سعوديتين، يؤكد مساعي إيران الرامية لبث عدم الاستقرار، في حين اتهم حلف شمال الأطلسي النظام الإيراني بزعزعة أمن المنطقة, وهو ما اكده وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر:- إن الولايات المتحدة "ستدافع عن النظام الدولي" الذي "تقوضه إيران" بعد "الهجوم غير المسبوق" على المنشآت النفطية في السعودية, رغم أن جماعة عبد الملك الحوثي قالوا في بيان نسب لهم:- إن سلاح الجو المسير التابع لهم شن عملية هجومية واسعة السبت الماضي بعشرة طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريص في المنطقة الشرقية بالسعودية, نتيجة الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ مارس عام 2015, والتي قُتل جرح فيها ما يزيد عن 17,640 شخص في أزمة إنسانية متصاعدة، ويقاسي نحو 14 مليون إنسان في سائر أرجاء البلاد بسبب انعدام الأمن الغذائي, و22 مليون يمني باتوا الآن بحاجة إلى مساعدات إنسانية كي يبقوا على قيد الحياة, حسب أخر تقرير لمنظمة العفو الدولية .
هذا البيان لم يكن كافيا لتفهم حجم الخسائر البشرية والمادية التي سببتها السعودية لليمن, ولم يثني العنجهيه الاميركية عن التغاضي عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب العربية على أساس طائفي ومذهبي, وبحجة انها موالية لايران, متهمة فيها أطراف ودول أخرى دائما ما تضغط عليها بحجة أنها داعمة للنظام الاسلامي في أيران, لتحقيق مصالح شخصية تضاف لمصالحها في الخليج ومنطقة الشرق الاوسط, مثلما أخذت بعض التصريحات بالتصاعد حول اتهام الحشد الشعبي بالضربة التي قام بها الحوثيون على ارامكو ؟
هذه التصريحات لم تأتي من مصادر رسمية سعودية, بل جاءت من صحفيين ومغردين على مواقع التواصل الاجتماعي, كأنما يوحون بأنهم يملكون معلومات تفوق المعلومات التي تملكها المخابرات الاميركية والبريطانية مجتمعة, الا أن هذه التصريحات تاتي من باب الضغط والاستهداف المبرمج للحشد الشعبي العراقي منذ التأسيس في 13 حزيران عام 2014 وحتى يومنا هذا, وقد جاءت هذه المواقف بشكل رسمي عن طريق وزير الخارجية السعودي ووزير الخارجية الاماراتي ووزير الخارجية البحريني, ومواقف دول عربية أخرى, وهو ما يتطابق مع الموقف الاسرائيلي بخصوص هذا التشكيل العسكري.
هذه النفس الطائفي هو من أتهم الحشد الشعبي بدون أي اثبات يذكر, متناسياً ان موقع بقيق النفطي يقع في منتصف الطريق مابين الحدود العراقية السعودية, واليمنية السعودية, وقربه من الخليج العربي, وأن اطلاق اي صاروخ او عبور اي طائرة يجب ان يجتاز عدة حواجز منها رادارات ودفاعات الكويت والسعودية, وكذلك القواعد الاميركية في الكويت وراداراتها البحرية, والا ما سبب سكوت السعودية وعدم تصريحها بشكل رسمي عن أن الهجمات أنطلقت من الاراضي العراقية, طبعا هذا الموقف جاء متطابقاً مع موقف الرئيس الاميركي ترامب عندما قال يوم أمس : لا يوجد أي دليل على أن الهجمات أنطلقت من العراق, وهذا دليل قاطع على أن الاتهام باطل وكل ما بني على باطل فهو باطل .
لم يعتمد المغردون السعوديون على ما قالته لهم كل النشرات الاخبار الاميركية مثلCNN, وهو أتهام لم يثبت بالدليل, ناهيك عن عدم قدرة السعودية على أثبات ان الحشد الشعبي العراقي يملك طائرات مسيرة كالتي يملكها الحوثويون, خصوصا وأنه أعتمد في حربه على داعش على طيران الجيش والشرطة, وهذا الاتهام ناتج عن عدم قدرتهم على مواجهة المقاتلين اليمنين وعدم قدرتهم الواضحة على مجابهتهم, لايصال رسالة للرأي العالمي مفادها بأن المليشيات اليمنية هي عبارة عن مجموعات همجية متخلفة وبدائية, لا تستطيع الوصول الى هذه المواقع النفطية, وأن على اميركا وحلفائها التدخل لتخليصهم من السيطرة الايرانية على الخليج العربي, والذي معناه السيطرة على مصادر الطاقة في العالم, لان الذي يعجز عن صد الهجمات اليمنية حتماً سيتخوف من هكذا تشكيل عسكري عقائدي, استطاع في ليلة وضحاها أن يقلب معادلة موازين القوى في الشرق الاوسط .
https://telegram.me/buratha