المقالات

الاعلام الحكومي امكانات هائلة ودور مفقود 

1760 2019-10-01

علي الطويل 

 

في العادة وكسياق معمول به في جميع دول العالم الديمقراطي ، فان الاعلام الحكومي له  دوره كبيرا في الدفاع عن المصالح الوطنية،  والدفاع عن المواقف الحكومية الاصيلة والتي فيها مصلحة اكيدة للبلد وتبني سياسات  الحكومات  الوطنية بما يحقق هذه  المصلحة الوطنية والاهداف العليا للدولة والشعب. وهذه القضايا قد لايختلف عليها اثنان ، وفي العراق فان الاعلام الحكومي ونعني بالضبط شبكة الاعلام العراقي ، فانها تاسست وفق هذه  المنطلقات العامة ، اي انها يفترض انها  تنحاز للوطن وليس للحكومة ، وقد منحت هذه الشبكة من الامكانيات  مالم تعهده مؤسسة اعلامية قبلها من الاعداد البشرية الكبيرة والدورات المحلية والخارجية والامكانيات الفنية الحديثة والمتطورة ولكافة مفاصلها المقروئة والمرئية والمسموعة، بمايؤهلها ان تكون في مصاف مؤسسات الاعلام الكبرى كالبي بي سي وغيرها ، 

ان هذه الامكانيات المادية والبشرية والفنية لو استثمرت بشكل جيد وخال من الفساد والتسييس لكانت الان مؤسسسة الاعلام العراقي من المؤسسات العالمية التي باستطاعتها توجيه الراي العام العراقي الخارجي وتتحكم ببعض مواقفه واتجاهاته بما يخدم مصالح البلاد العليا ، ولقد كانت هي كذلك بالفعل ؛ وبشكل نسبي ؛ في عهد الحكومات السابقة حيث عملت على دعم سياسات الحكومات السابقة وانحازت بشكل معين لشخص رئيس الوزراء في مواقف وواقات مختلفة  بخلاف المبادئ الاساسية لعملها وقد كان ذلك واضحا اثناء الانتخابات ، والدورة الانتخابية الماضية ليس ببعيدة عن وقتنا هذا لتكون مثالا واضحا وشاهدا على هذا القول ، الا ان مايعنينا من كل هذه المقدمة الطويلة والتقريب لمواقف شبكة الاعلام العراقي هو ان العراق وخلال هذه الفترة قد مر بعدة منعطفات تاريخية وتهديدات خطيرة  عرضت  مصلحة البلاد العليا للخطر ، واهم هذه الازمات او الاخطار هو القصف الاسرائيلي للمواقع الحشد الشعبي في المنطقة الغربية من العراق ، لقد تعامل الاعلام الحكومي مع هذا الحدث بهامشية كبيرة ولم يسلط عليه الاضواء بالتحليل ولم يدافع عن الموقف الوطني بما ينسجم مع فداحة الخطر اذ تعرضت ارض الوطن للتهديد الخارجي وضربت قواتنا الوطنية من دولة اجنبية  ، وهناك امثلة عديدة ومواقف متنوعة في سياق هذا الكلام يمكن ان تكون شاهدا على  ضعف وتردي الاعلام الحكومي وغياب دوره وتعامله الغير مناسب مع الاحداث الجسيمة ،  وكانه اعلام خاص وليس مؤسسة تابعة للدولة .

فاذا كانت التهديدات جسيمة والمخاطر كبيرة والاعلام الحكومي دوره خجول ومتردد فكيف بالمواقف الاقل خطرا  ، ان الطموح ان يرتقي الاعلام الحكومي بما يجعله سلاحا فعالا وذراعا لمصلحة البلاد ، ومدافعا عنها ويتبنى السياسات الوطنية للحكومة في علاقاتها مع الدولية والاقليمية وسياساتها الداخلية  ، ومواقفها الاخرى التي تسعى من خلالها تحقيق مصالح الشعب وتوفير الخدمات ، وقراراتها السيادية المنسجمة ايضا مع المصالح العليا للبلد ، ان التردد وتسيس المواقف والانحياز السياسي لشبكة الاعلام العراقي يجب ان ينتهي ويجب تصحيح مسار هذه الشبكة بما ينسجم مع المبادئ الاساسية التي انشاة عليها ، وتنظيفها من الحزبيين المتحيزين لاجل ان تكون شبكة الاعلام العراقي شبكة وطنية عراقية ليست خاضعة لشخص رئيس الوزراء بقدر خضوعها للدولة وان تنحاز للوطن وليس للاشخاص

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك