المقالات

لماذا تحمل هذه الحكومة اخطاء الماضين؟!

2979 2019-10-19

علي الطويل

 

عند اندلاع التظاهرات في 10/1 عجت مواقع التواصل الاجتماعي برمي كل اخطاء السنين مابعد سقوط النظام في عنق حكومة عبد المهدي ، فملفات التعيينات والبطالة  والتراجع الاقتصادي وسوء الخدمات والفساد  وجميع الازمات التي يمر بها البلد كانت الملفات التي تناولتها تلك المواقع ، مع ان عمر الحكومة لايتعدى عام كامل .فمن يا ترى المستفيد من ذلك ومن يوجه مواقع التواصل ويغذيها بهذه الافكار ؟

نحن نصطف مع الحكومة ولسنا ضد التظاهرات فهي حق مشروع جميع المواطنين المتظررين سواء من سلوك هذه الحكومة او التي سبقتها ،وكون الحكومة عمرها قصير لايعفيها من المسؤولية تجاه تنفيذ مطالب المتظاهرين ، ولكن دفاعنا عن الحقيقة فلو امعنا النظر بشكل دقيق لوجدنا ان هذه الحكومة افضل من سابقاتها من حيث كم ونوع الخدمات بالمقارنة مع الفترة الزمنية لمسؤوليتها، وكذلك السياق العام لحركتها وسعيها يسير باتجاه وجود امل لمستقبل افضل ، ولكن هناك اسباب اخرى وراء هذا الاستهداف والضغط عليها اجتمعت فيه اضداد سياسية مختلفة اجتمعت مصلحتها للانتقام من هذه الحكومة ، واولها امريكا ومحورها الداعم الاول لاعمال العنف والسلوك غير الصحيح لبعض المندسين ولا اسميهم المتظاهرين ، كما ان هناك بعض الحركات السياسية المتضررة بسبب عدم حصولهم على المغانم كالمعتاد في الحكومات السابقة ، والحركات الدينية والسياسية   المنحرفة الممولة بريطانيا امريكيا اسرائيليا ودعم سعودي واضح ومنها البعث ، كل هؤلاء اجتمعت مصالحهم للانتقام من هذه الحكومة فسلطوا اعلامهم باتجاه تسقيطها ةتحميلها اخطاء الماضي والحاضر والمستقبل وعمرها اشهر فقط .

لقد كانت شرارة هذه الاحداث هو تقرير الحرة الذي تناول المرجعية ومؤسساتها بالتسقيط ، وقلنا في وقتها ان الهدف من تقريرها لم يكن المرجعية بقدر جس نبض الراي العام حول نتائج منهجها الاعلامي الموجه الذي انتهجته بعد الانتصار على داعش ، وكان مسخرا بالخصوص للنيل من ثلاث اهداف وهي  المرجعية وايران والحشد ، ويبدو انها حققت نتائج فعليه في هذا الاتجاه واستطاعت ان تقود الفئات الفقيرة وبسيطة التعليم من الشعب العراقي عبر هذا الاعلام الموجه ذي الرسالة المسمومة ، وان توجههم باتجاه تبني  اهدافها المرسومة مستغلة الحاجة والحرمان والفقر الذي احدثته السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة .

والحكومة العراقية اليوم امام خيارات متعددة فامام هذه الضغوط لابد من اتخاذ خطوات جريئة وحاسمة لامتصاص النقمة وسحب البساط من تحت ارجل الانتهازيين ، وعدم الاكتفاء بحزم الاصلاحات فهناك امور اهم اهتم بها الراي العام كثيرا منها قديم ومتراكم  وهي قضايا الفساد الكبرى ، ومنها جديدة استجدت مع التظاهرات وهي قضية قتل المتظاهرين ، هاتين القضيتين لهن اهمية كبرى في التاثير في الراي العام ، فاذا ماقامت الحكومة بفضح الظالعين بقضايا الفساد الكبرى وللسنين السابقة  بشكل واضح وكشف الجهات التي كانت وراء عمليات القتل وبشكل واضح وشجاع وحازم فان ذلك سيشكل نقطة مهمة سترضي الراي العام وقلب اتجاهاته ، ونعتقد ان كثير من الجهات التي تدفع باتجاه الفوضى سيظهر دورها في كلتا القضيتين وبشكل بارز وجلي وبذلك فانها ستحقق مكاسب مهمة ، وهي ضرب هؤلاء المغرضين من جهة وكسب الراي العام ، وستخطو خطوة فعلية باتجاه الاصلاح الحقيقي فهل سيحصل ذلك؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
شاكر
2019-10-20
اذا كان السيد عادل عبد المهدي يريد إرضاء الشارع عليه القاء القبض على رؤوس الفساد وزجهم بالسجون واسترداد ما نهبوه طوال السنين الماضيه كما قال الكاتب الذين لم يحصلوا على مغانم كما حصل بالحكومات السابقه يا عادل كن عادل وتوكل على الله وسوف ينصرك الله.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك