منهل عبد الأمير المرشدي
يبدو أن الأمور تتجه لتوافق الأطراف الشيعية في فتح وسائرون لإسقاط حكومة عبد المهدي الذي يبدوا عاجزا عن مواجهة الكتل السياسية التي تركته وحيدا في الميدان بما فيها تلك التي دعمته وجائت به إلى سدة السلطة . أن ذلك يعني انسداد الأفق في إيجاد فرصة للتفاعل بين الحكومة والبرلمان للتعامل مع التصعيد الحاصل في المظاهرات الجماهيرية المطالبة بالحقوق المشروعة وان الأمور وصلت الى طريقٍ مسدود . السؤال الذي يفرض نفسه هو هل أن إسقاط حكومة عبد المهدي هو الاستجابةُ التي لابد منها للمطالبِ الشعبية ام انه الهروبُ إلى الأمام والتهرب من المسؤولية واذا كان كذلك ومن دون تنسيق مسبق او وجود خارطة طريق لما بعد إقالة حكومة عبد المهدي فهل نحن سائرون نحو المجهول .
لقد كان دخول التيار الصدري على خط التظاهر ونزول السيد مقتدى الصدر الى الشارع بمثابة الصدمة التي حركت الراكد وفتحت الضوء الأخضر لأبناء التيار في الانخراط بقوة مع المظاهرات وهو ما سيزيد من زخمها كما يزيد من زخم الاحتمالات بكل حيثياتها المعلومة والمجهولة . ما ينبغي التوقف عنده حتى الآن مع غياب الرأس الذي يمثل جسد المتظاهرين وعدم وجود البرنامج المحدد والقيادة التي يمكن لها أن تحدد أو تتحدث بأسم المظاهرات فالى اين نحن ذاهبون ومن يُوصلُ البلدَ وشوارعَه السياسيةَ والشعبية الى بر الامان وميناء السلام وايُ خِياراتٍ مطروحة؟. من الواضح جدا ان رئيس الجمهوريةِ د برهم صالح يعاني من ضغوط كوردية في محاولة الإبقاء على حكومة عبد المهدي الذي يمثل الفرصة الذهبية لمسعود البارزاني في تحقيق مع يطمح له سياسيا وماديا وصولا إلى كركوك . رئيسُ مجلسِ النواب محمد الحلبوسي يبدوا المتفاعل الاسرع مع الاحداث ومحاولة تقديم نفسه مؤيدا ومناصرا للمتظاهرين لكن قرارات مجلس النواب تبدوا في اطار التعويم وغياب الشفافية وافتقادها لالية التنفيذ فضلا عن أن البرلمان امام استحقاق مهم هو إقرار الموازنة المالية لعام ٢٠٢٠ وهل ستقر الميزانية بدون حصة كوردستان التي أخلت بالتزاماتها المالية واخذت الجمل بما حمل وهل ستسترحع الأموال التي استولى عليها مسعود البارزاني من واردات النفط والمنافذ الحدودية ؟
هل سنرى بارقة أمل في حلحلة الموقف في الشارع العراقي وهل سيكون هناك
تهدئةً ولو مؤقتة تؤدي إلى حوار بينَ الدولة والشعب ومن سيمثل الشعب ومن هو الطرف المقبول ليمثل الدولة؟ .
اقول ان استقالةَ عبد المهدي قد تكونُ مدخلاً لحلِّ الازمة ولكنها قد تكون مدخلا لأزمة أكبر ازمةٌ تنمو سريعاً وتتكشفُ جذورُها ومرامِيها يوما بعد آخر تضرب في قلب الوطن وتقود الى فوضى سياسيةٌ او شعبيةٌ لا يحمد عقباها . لابد أن نركن إلى إصلاح ما موجود من معالم وثوابت الدولة من منظونة امنية وحشد وقوات مسلحة ومؤسسات دستورية على علتها وليس نسف الدولة بما فيها وإسقاط السقف على رؤوسنا . لقد امسى واضحا خطورة الاستثمار الإقليمي لما يجري حيث بدت ملامحه واضحة من خلال الرصاص الذي يستهدف أبنائنا المتظاهرين وقواتنا الأمنية على حد سواء ومن خلال بعض الشعارات التي ترفع لإسقاط المرجعية الدينية العليا واستهداف الحشد الشعبي مع اختفاء اي مطلب لايقاف رواتب ازلام البعث وفدائيي صدام او القصاص من الدواعش في بعد سياسي واضح يصب في خدمة أجندة مخابراتية سعودية واماراتية بالتناغم مع حراك البعث الصدامي وأدواته من جماعة الصرخي واليماني وبعض الحواضن النائمة داخل بغداد والمحافظات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)