✍محمد صادق الهاشمي.
هنا الحديث عن الدعوة الاسلامية باطارها العام سياسية كانت ام غيرها، نعم الحديث عن الدعوة بالاصطلاح العام وليس الخاص .
لا نبالغ ويكفي مضيعة الوقت فلابد من وقفة جدية نعالج الخلل؛ لنعود اقوى من اي وقت مضى، وكلنا نعلم ان قوة المناهج بقوة التخطيط وشجاعة تقبل الواقع من خلال مراجعات جادة وهنا ثمة اراء:
اولا : على الجميع ان يراجع علاقته بالدعوة الاسلامية وكيفية اعادة الصلة بالامة وليس بالضرورة ان يكون عبر الحكم والسلطة واعلموا : ان الحكم اوسع من الحكومة، ومن يخسر الجمهور يخسر مشروعه, فامتكم بحاجة اليكم كمربين ودعاة اصلاح وليس رجال سياسة ومال وابراج وسلاح وصياصي, وعليكم ان تتذكروا قول احدهم لعلي (ع) حينما ساله(ع) وهو يلفظ انفساه الشريفه، كيف وجدتموني؟. قال : كنت فينا ابا رحيما . وقول الاخر عن علي (ع) كان فينا كاحدنا يقول فصلا ويحكم عدلا .
ثانيا : من المهم ان نصحح الخطاء الكبير الذي سار عليه الاغلب وهو ربط الدعوة ومسارات العمل وتاريخه وستراتيجيته بالسلطة والتسابق على الحكم بنحو افقدنا الكثير الكثير، فنظر الينا الشعب نظرة المسؤول المقصر، ولم ينظر الينا نظرة الاب الداعية للأمة، والذي يسكن في ظهرانيهم ويتحسس معاناتهم, ولو فعلنا هذا كما فعل السيد المرجع السيستاني لبقي رصيدنا أمتنا.
ولابد من العودة الى الامة مجددا ضمن برنامج وثيق، ولتكن امتكم حمايتكم وان سور الصين لم ينجز اي مشروع حماية لحكومة الصين لان الاختراق اتى من داخل الشعب فلنراجع تجارب العالم وعبر التاريخ.
ثالثا : سعي الكثير الى الامتيازات والمال والاستثمار والاستيلاء على المال العام والثراء الفاحش موكدا ان هذا السعي هو الثغرة التي فتحت من قبل امريكا بالاضافة الى الفساد والبطالة واهمال الاعمار والخدمات والمحاصصات.
هذه الثغرات يمكنكم جميعا تجاوزها والا فان تاريخكم انتهى وانتم من قررتم ذهاب العراق الى المجهول فلا تلوموا غيركم , ولا يمكن ان تحملوا اسم الدعوة والاسلام والمذهب وانتم بحال كهذا .ارحموا الدعوة والاسلام والمذهب والمفاهيم المقدسة ارجوكم .
رابعا : وجدت لكم مقرات سياسية في كل العراق ولم اجد مراكز الوعي والثقافة والرعاية الاجتماعية، وكانما امتكم ليس همكم فتضاعف القول – حقا وزورا – من عدوكم انها مقرات استثمار بشري ومالي, نعم هنا وجد عدوكم مكامن غفلتكم فانقض عليكم بيد ابنائكم .
خامسا : التاريخ يكاد ان يغادركم والمستقبل ليس لكم ما لم تثوروا على انفسكم وتعالجوا منهجكم واليات اتصالكم بما بقي من شعبكم وقد قابلت احد المراجع فقال بحزن شديد ((على السياسيين ان يراجعوا انفسهم ولا يدفعوا بما بقي من الجمهور ان يرتمي في احضان الغرب وأمريكا، وليس امامهم الا الاعتذار عمليا لشعبهم ومواساتهم وخلق اواصر التواصل بينهم)).
واشير هنا الى ان المرجعية عبر ستة عشر عاما حمت هذه الاحزاب ونبهت وارشدت واوصت، الا انها ل ايمكن بعد اليوم حمايتها ؛ كون المرجعية لابد لها ان تحدد المصلحة في موقفها بين الامة والاحزاب .
سادسا : هل تصور البعض ان الشعب لا يعي ولا يعلم بالثراء الفاحش والاموال والقصور والبيوت والشركات والمصارف ومحلات التجارة والاستيلاء على الاراضي ومن الجميع حتى تساوي الكل في السباق على نهب العراق دون رحمة بل تقاسمتم حتى الوزارات وتحولت الى وزارات تدار من البيوت والاحزاب واللجان الاقتصادية.
وقد نبهت المرجعية لهذا الامر قبل وقوع المحذور لكن ستة عشر عاما كانت تلك الاحزاب او البعض منها في غيبوبة وغياب عن الشعور والالم الشعبي، وانتم اليوم تعيشون الصدمة ويمكنكم تصحيح الماضي بالتحول الى منهج العفة العلوية ورقي الشخصية الاسلامية ونزاهة المومن .
احملوا هموم امتكم؛ لتعود اليكم فانهم امانتكم التي فرطتم فيها؛ فمكنتم عدوكم من رقابكم وهو اليوم يلامس بسيف أبنائكم نحوركم .
واشير هنا الى الاجيال الشبابية التي قررت البقاء في الميدان فمنهم الفقير الذي يتضور جوعا وهو يرى ان ابنائكم برفاه ومال وسلطة وموظفين في السفارات وشهادات مزورة وتورم الذات،
https://telegram.me/buratha