محمد صادق الهاشمي
بعد تفاقم الأحداث وتجاوز الخطوط الحمراء وإراقة الدماء وتداعي الأمر لهتك حرمة الأموات وأصبحت الثارات مع الأموات وعادت نعرات اللعين ابي سفيان على قبر حمزة سيد الشهداء تطبق في عصر التطور والفهم ومراعاة الحقوق واصبح المفتي يجيبك بمجرد نقرة اصبع وترى الثمرة لدينا شباب جاهل منحل نتاجه الوحشية والاستهانة والاستهتار بكل النواميس وترى المذنب مبجل وممكن والبريء متهم وخائف.
قرأت عبارة ذات يوم في التسعينيات لأحد العارفين يقول فيها { كان الناس في زمن رسول الله يعجبون من المسلم كيف يذنب وأصبحنا اليوم نعجب من الإنسان كيف يحسن}
واليوم إنسانا المحافظ أصبح من النوادر ومميز في زمن أصبحت الازدواجية شطارة وقاعدة لتعيش -وتمشي امورك- المهم..... هذا الجلد والتأنيب ضروري لكي يسترجع المعني والراعي لأعماله ويعي ما قد ضيع وما سيحاسب عليه (وقفوهم انهم مسؤولون)
أتت فرص كثيرة لنا ولم نحسن استغلالها وأريد بهذه العجالة أن أعرض أهمها على وجه الإجمال والسرعة والتي لم نحسن استخدامها ومع تتكررها لنا وتزايد الغصص لدينا لتضييعها يقول المولى (علي ع) [إضاعة الفرصة غصة]
الفرص التي مرت :
1) سقوط دولة البعث الكافر.
٢) تمكننا من إنشاء نظام وحكومة وكتابة دستور.
٣) تحقق لنا دعم مرجعي للعملية السياسية .
٤) تمكن الشيعة ماديا وسياسيا وفرض وجودهم كأغلبية.
٥) مواجهة المحتل واخراجه بأتفاقية وارجاع السيادة العراقية.
٦) فرضنا كرقم في المعادلة الدولية.
٧) لنا منصب في الرئاسات الثلاث وحصص في الوزارات والدرجات الخاصة والتمثيل في الدولة.
٨) لاعب هام محلي واقليمي وعالمي.
٩) حققنا انتصارات كثيرة و شكلنا جيش عقائدي وطني هو (الحشد) انتصر على أعتى عدو (داعش) وافشل مخطط كوني .
هذه الفرص اتت ولم نحافظ عليها ولم نستغلها بشكل امثل وبحنكة حتى أننا لم نستفد منها في توحيد صفوفننا في مواجهات المخططات والمشاريع الخطيرة.
وغدونا طرائق متفرقة وكل واحد منا يجر النار لقرصه واحدنا يرى الشعرة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه والكل يدعي الصلاح والإصلاح وواقعه الخلاف ويتظاهر على نفسه وهو الحاكم وهو الخصم في ذات الوقت .
انتفض الشعب وهذا ما كان يأمله العلماء واهل الجهاد منه تحت شعار: (أن الجماهير أقوى من الطغات (الفسّاد) مهما تفرعنوا أو فسدوا) وهذا ما لحظناه في خطابات المرجعية الداعمه للمتظاهرين والمطالب الحقه .
مثل هكذا فرصة اختطفت منا لأننا ضيعنا التأريخ والتضحيات والظلامات والحقوق من أجل رغبات ونزوات ومطامح ومطامع و مكاسب رخيصه ووقتيه وزائلة.
واستفاد منها العدو وتمكن من قطف أرواح ثلة من شبابنا وتحويل الكثير منهم إلى قنابل موقوتة رافضة للإسلام وللمذهب وأصبحت جبهاتنا الداخلية تكن الضغينه والحقد لنا نحن متبنوا مشروع تحكيم الإسلام وتبنينا صفة الأحزاب والتيارات إسلامية.
كم تعبت المرجعية في إيصال التوجيه والنصح والارشاد والتنبيه وأغلقت الباب بوجوهكم ولم ترعووا ولم ترجعوا وحسبتم انكم على خير ؛ ونسيتم أن أحد القواعد التي كنتم تتغنوا بها سابقا (أن للباطل جولة وللحق دولة) وها انتم اليوم جولة واي جولة واللعنة التي سجلها التاريخ
الفرصة الأخرى التي يجب عليكم استغلالها أن العشائر تغاضت عن دماء أبنائها لأجل المرجعية والبلد واستدراكا وفهما لما حيك ضد الدين والمذهب والبلد.
هذه الفرصة يجب أن تستغل بالتوجيه المعلن والميداني بواسطة التحرك الجاد والهادف ومسك زمان الأمور.
استغلال هذه الجماهير في الضغط على كل الأطراف التي تدير الدولة حاليا في تحقيق المطالب الحقة والمشروعة والإصلاحية للوصول إلى دولة ذات حكومة قوية منصفة وعادلة وحازمة تعطي للمواطن حقه وكرامته في الداخل والخارج.
نحن على علم أن عدونا اعد وبذل لتحقيق هذه المشاريع الهدامة واستعد لكل المحتملات وجعل البلد ساحة لتنفيذ مأربه ومخططاته فلنستغل هذه الفرص ولنكن بمستوى الحدث والمسؤولية.
وفي الختام اقول قول مولانا (علي ع) [ومن نام لم ينم عنه] ينبغي استغلال هذه الفرص قبل أن تتحول إلى غصص ولا نفرح كثيرا فالقادم سيء ما دامت القواعد والسفارات ودول الخليج والشركاء وذوي المصالح والمنتفعين يهمهم أن نبقى ضعفاء مشتتون سيوفنا موجهة ضدنا ونعيش كدولة ذات قوانين ومشاريع عائمة
وبسلامة البلد واهله
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha