✍محمد صادق الهاشمي.
تاريخ النشر ((25-7-2019))
ننبه الى ان المقالة كتبت عام 2018 نعيدها للتذكير.
اندلعت في العراق تظاهرات بتاريخ 12-7-2018 واستمرت بمستويات مختلفة، وشعاراتها الاسياسية هي الخدمات وتحسين المستوى المعاشي وانهاء الفساد.
وكثر الكلام عن الاختراق ومن يقف خلف التظاهرات ,وهل هي حركة شعبية جماهيرية ام انها حركة خارجية مخطط لها ؟ الى غير هذا من الكلام ولكن يهمني الاشارة الي شي اخر وهو :
اولا : ان اغلب المتظاهرين وبنسبة 70% منهم هم اجيال من الشباب والذين لايتجاوزون مواليد عام (2000) وما بعدها وما قبلها بقليل والذين لم يزامنوا صدام وحقبته بطبيعة الحال ولم يتعرفوا على حزب البعث وقساوته، والذين فتحو عيونهم على احباط كبير وعدم احتواء من الحكومات والأحزاب الحالية بعد 2003، ولم يسمعوا عبر الاعلام الا التقاذف والتشاتم بين الاحزاب والمسوولين فتشبعت ارواحهم وعقولهم بثقافة سقوط الجميع وعدم الانتماء الى هذا الواقع ويتجه اغلبهم الى التمرد عليه، وقسم اخر من الجيل لايعرف الا السلاح .
ثانيا : هناك من قال – وسواء كان محقا ام متهما مصيبا او مبالغا – بان هذا الجيل هو من المندفعين من جهات مغرضة، لكن يبقى السوال الذي يحيرني ان هذه الاطراف (( المخترقة )) وكما تزعمون التي اخترقت المنظومة الاجتماعية وتمكنت من توجيه الشباب ضد الاحزاب الشيعية والمرجعية والعملية السياسية وغير ذلك , اليس هذا ناتج -ان صح مدعاكم- بسبب ترككم كحوزات وموسسات سياسية وحكومية لهذه الشريحة ليكونوا فريسة بيد الآخرين؟ .
كيف تمكن رجالات (( الانحراف )) او ((عفلق )) او (( السفارات )) ان يكسبوا هولاء لو كنتم تحتضنون ابنائكم وترعون مسيرتهم وحياتهم ودراستهم وتتفقدونهم بالدورات والرعاية والعناية والخدمات والتوعية الفكرية والعقائدية ؟.
افتح عيني حين افتحها على كثير لكني لا ارى الا قليل .
اين موسساتكم التربوية ؟.
واين تفقدكم وعنايتكم ومعاهدكم التربوية في العقائد والقران الكريم والدين والتشريع ؟ اين موسساتكم الخدمية ؟ اين انتم من كل هذا ؟ لذا فان ترك هذه النخب الشبابية الكبيرة والمواليد الجديدة بلا اهتمام فمن الطبيعي تكون نتيجته ان يستوعبهم ويحتويهم طرف اخرمستغلا اهمالكم لهم في زمن (( الانترنت والواتساب والتلي كرام وغيره من مفسادات الجيل ) ، فمن يتحمل مسولية هذا الجيل المتروك والجائع والمحبط والمهمل من الجميع ؟. ولماذا تستغربون ان يسقط فريسة بيد غيركم فهل الان عرفتم لديكم ابناء بعد فوات الفرصة .
واتوجه بسوالي الى الجميع موسسات دينية وسياسية وحكومية ماهو مشروعكم منذ عام 2003 الى شرائح شبابية من مواليد عام (2000).
ثالثا : اذا كان جيل المواليد الجديدة يسمع يوميا معدل (5) ساعات ومن جميع القنوات والموسسات والاحزاب التي تتهتم بعضها البعض كلاما صاخبا عن الفساد والنهب والمحسوبية والمنسوبية والفشل والتسلط والتحزب والعصابات وغير هذا فان معدل ماسمعه من حديث ضد الدولة والعملية السياسية يساوي ربع عمره او اقل او اكثر فكيف تتوقعون ان ينتمي هذا الجيل لكم وانتم من زرع عبر وسائلكم الاعلامية وموسساتكم فيه ثقافة التمرد عليكم؟ .
ايها الناس دلوني على يوم واحد لايمر مالم يسمع هذا الجيل عنكم ومنكم كل سوء , ولي اهتمام – بحكم عملي - بهذا الجيل ومن هذا هذا العمر واعرف كيف تثقفوا ضدكم وانتم السبب فلا تستغربوا ان ينفروا منكم الى اي حدب وصوب ويستغلهم كل مستغل
الكلام كثير راجيا ان اجد من يفهم قصدي ويترك المهاترات والقداسات الفارغة ويدرك ما اقول📌 وان تظاهرات اليوم ان تمكنا من اخمادها فان تظاهرات قادمة لهذا الجيل لايمكن ان تخمد الا باهتزاز عنيف كبير في البنية السياسية وفي شرعية الاحزاب ومقدار صمودها امام المد الشعبي والله من وراء القصد.
https://telegram.me/buratha