المقالات

هل أنت سعيد هل انت سعيدة

948 2019-12-24

هادي جلو مرعي

 

يخرج المواطن في الصباح متوجها الى مكان عمله، أو الى شأن يعنيه، فيتعثر في مطبات وحفر، ينظر الى السماء ليست زرقاء، بل هي شاحبة كأنها صفيح مترب، ويتطلع الى ماحوله، اشجار متيبسة، وأغصان متحجرة تشبه أعمدة الكهرباء القديمة، والبيوت تبدو مثل قبور الموتى العالية والمزخرفة، والوجوه تائهة تبحث عن خلاص من مئات الهموم والمشاكل والتحديات الجسيمة التي تراكمت في وطن، وحيرت الناس الباحثين عن حلول، وفرص للتغيير، والنجاة من العذابات.

الحزن يطبق على النفوس، ويحيلها الى خرائب، ولنعترف فليس كل مانعيش نتاج الوقت الراهن، بل هو ركام تجمع على بعضه بمرور السنين، وغطرسة الحاكمين، وتنازع الناس، وضياع أرواحهم الطامحة الى تحقيق مايريدون دون أن ينجحوا في ذلك.

عندما لايعيش الناس في وطنهم كما يرغبون، عندما يتجاهلهم أصحاب القرارات، عندما تتحول القرارات الى فرمانات لضمان مكاسب الحاكمين، ومن معهم ومن يواليهم وينصاع لفسادهم وطغيانهم، عندما تنتفي عناصر تكوين السعادة، عندما تتحول البيئة المحيطة الى وباء وملوثات وخرائب، وأشكال من البؤس الذي يخيف الناس ويوقفهم على ناصية المعاناة، حينها يكون الأمل نوعا من الترف، وربما العبث الكامل، والتجاوز على طبيعة الاشياء، فطبائع الأشياء عندنا ليست كطبائع الأشياء عند أهل الأرض.

الناس حين يكتشفون إنهم في دائرة الوهم يتغلغل الضباب في نفوسهم وعقولهم، ويجمد الحواس، ويعطل حركة العقل، ويكون كل شيء مرهونا للصدفة، ولعل وعسى وياريت وياليت. فلايتحقق لهم الحد الأدنى من الأمنيات والمطالب التي هي حق لهم سلبه منهم غيرهم من الباحثين عن المكاسب.

سبب التظاهرات في العراق هو اليأس، وفقدان السعادة.. السعادة ليس بمفهومها الساذج الذي يعرفه كل الناس، بل حقيقة السعادة في نفسك، وفي البيئة المحيطة بك، وفي نفوس الناس الذي تلتقيهم وتشاركهم الحياة..

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك