رأفت الياسر
في البداية نتفق على رفضنا لمرشحي البناء ليس لكونهم شخصيات غير ناجحة او عليها ملفات فساد وانما لأنها شخصيات مثيرة للجدل.
ولكن ما هو الجدل أساساً ؟ ومن صنعه؟
لا يُلقى اللّوم فقط على الطرف الذي لا يجيد دور المناورة - تحالف البناء- و إنما أيضاً على الطرف الذي يُثير الجدل - الفتنة-
رفض مرشحي البناء هو رفض حزبي لا شعبي وبما أنّه رفض حزبي فأنّ أي مُرشح يطرحه تحالف البناء سيواجه بالرفض حتى لو كان أحد الانبياء المُرسلين
المسألة لا علاقة لها بكفاءة او نزاهة الحاكم الجديد بينما الرفض الشعبي لا يرفض لأنّ فُلان من ذلك التحالف فقط لأن العملية الديمقراطية والبرلمان قائم على الاحزاب و هذه الاحزاب هي نتيجة هذا الشعب - شئنا أم أبينا-.
المواطن لديه معيّاران بأيّ رئيس هو الكفاءة والنزاهة لا غير لأثبات هذه المسألة اكثر لاحظوا هل بمقدور المواطن العادي رفض الاحزاب الموجودة في التحرير ام سيتعرض للطعن؟
إّذا كان المواطن البسيط والشعب العراقي يرفض كل الاحزاب وأي مرشح يأتي منهم لماذا لا يرفض الاحزاب التي يراها بكل مكان في التحرير؟ هل سيرفضون المرشحين الذين تطرحهم جهة حزبية مُسيطرة بأسم الشعب للحكومة؟ هذا تناقض أليس كذلك؟
في الواقع لا يوجد تناقض إذا اقتنعنا أن من يضع نفسه ناطقاً بأسم الشعب هو أحزاب مشاركة بالعملية السياسية وبفسادها وتمتلك سلاحاً خارج سلطة القانون
وأيضا منظمات المجتمع المدني الامريكية.
ما يجري هو عملية أسر ناعمة للقرار العراقي والشعبي. لأن المواطن العادي الذي أنتفض من أجل وطنه أنتصر وعاد لبيته
وهذه الانتصارات يمكن إجمالها بالتالي
- إقالة الحكومة.
- انتخابات مبكرة.
- اقرار قانون انتخابات منصف.
- اقرار قانون المفوضية المستقلة.
فماذا يريد المواطن أكثر؟ ولكن ما تريده أحزاب التحرير هو أكثر من الاصلاحات
- احزاب التحرير تريد السيطرة على الحكومة وبعض الموارد الوزارية التي تدرُّ عليها أموالاً طائلة.
- منظمات المجتمع الامريكية تريدُ السيطرة على النظام بالكامل ضمن صفقة القرن ومشاريع الاستكبار في المنطقة.
ولهذا سيستمر الرئيس الانفصالي بالمماطلة وإطالة أمد الأزمة أكثر وأكثر سعياً للأنفلات الشعبي وحصول الاقتتال الداخلي
وحرب أهلية ستضطر بعض القوى الوطنية المقاومة الشيعية لخوضها فيما بينها وترك المناطق الغربية
لتحل محلها مليشيات محلية هناك تمهيداً للأقليم السني ثم الدولة السنية والشيعية والكردية.
وهنا يتحمل تحالف البناء جزء من المسؤولية بإعطاء مبرر للرئيس الانفصالي بإطالة أمد الأزمة كما هم مخطط له.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)