المقالات

صفقة القرن بين طموح الصهاينة وخيارات المقاومة

1895 2020-01-30

علي الطويل

 

في احد مؤتمراته الصحفية و تصريحاته المثيرة للجدل ،  قال  الرئيس الامريكي ترمب انه بعد خروجه من الرئاسة الامريكية سيرشح نفسه في الانتخابات الاسرائيلية ، وقوله هذا لم يكن للتندر او السخرية وانما كان تعبيرا دقيقا لاخلاصه لاسرائيل  وتعبير حي على انه اخلص لاسرائيل من  ابناء اسرائيل نفسها و قبل ان يكون امريكيا مخلصا لامريكا ، وسعى لتنفيذ المخططات الصهيونية وسخر كل الطاقات والامكانيات الامريكية لخدمة اسرائيل ،  فمنذ ان فاز  ترمب في الانتخابات الامريكية وهو يسعى بكل جهده لتامين الاوضاع بما ينسجم مع توسع اسرائيل وتحجيم اعدائها وتقوية اصدقائها وزيادة خدامها وخاصة في العالم العربي والاسلامي ،  فكانت اول زياراته الرسمية والتي اثارت لغطا كبيرا لما رافقها من حيثيات ،  وما جناه منها من اموال جراء صفقات لم يحققها كل رؤساء امريكا في كل تاريخ العلاقات العربية الامريكية الا وهي صفقات السلاح والاستثمارات التي جناها ترمب عند اول زيارة له للسعودية والتي حصل فيها على ٥٠٠ مليار دولار  ، ولم يخف ترمب خدمته لاسرائيل ولم يخف كذلك سعيه الجاد لتمييع القضية الفلسطينية ومع ذلك استطاع ان يحصل على دعم السعودية والدول العربية الخليجية كالامارات والبحرين وغيرها ، وقد حاول ترمب بكل جهده تهيئة الاجواء في المنطقة لتقبل صفقة القرن المشؤمة فمنذ اكثر من عام والسياسة الامريكية تضغط وتحرك الاوضاع وادخلت المنطقة كلها في مخاصات عسيرة وخاصة في العراق ولبنان واليمن وسوريا من اجل تمهيد الارضية الازمة لتنفيذ هذه الصفقة ، ولكنها الى الان لم تحقق ماكان يرجى وذلك نتيجة عدم تقبل الشعوب العربية والاسلامية لهذه الصفقة من ناحية ومن ناحية اخرى فان الصفقة ستضر كثير من الدول العربية كالعراق وسوريا والاردن لذلك فان ولادتها اليوم تعتبر عسيرة ومتعثرة ولا يرجى نجاحها مطلقا .

ومن الاعتبارات الاكثر تحديا لهذه الصفقة اضافة هو ان محيط اسرائيل وبين جنباتها اليوم حركات ممانعة للوجود الاسرائيلي بالاساس ، وقد تمرست الحرب وخبرت الحركة السياسية والعسكرية وتزودت بوسائل القوة والمناورة وهي مهيئة ومدعومة شعبيا لمقاومة كل عملية بيع وشراء للارض الفلسطينية او محاولة تمييع القضية الفلسطينية ، يدعمها بذلك رايا عاما عربيا اسلاميا رافضا لتهويد القدس وجعلها عاصمة لدولة اسرائيل وهي فقرة  وردت  في صفقة القرن المشؤمة ، فقد عزز اعلان هذه الصفقة وماحوته من خيارات مخيبة للفلسطينيين والمسلمين بصورة عامة رأي محور المقاومة في تبني سياسة المقاومة العسكرية المناهضة لوجود اسرائيل والساعية لاسترداد الحق عبر العملي العسكري وبعيدا عن المساومات السياسية ،  لان ما اخذته اسرائيل بالقوة لايسترد الا بالقوة وهذا الخيار عندما يتعزز بالدعم الشعبي فانه سيكون خيارا ناجحا وسيحقب ماعجزت عنه مئات الجلسات التفاوضية والنقاشات التي لم تجن سوى خسارت مزيدا من الاراضي لصالح اسرائيل ، كما ان اسرائيل العدوانية لاتعرف الا لغة القوة ففي عقيدة الصهاينة كلما كان العدو ضعيفا كلما ازداد كلما تمادوا في طغيانهم وعدوانهم .

لذلك فلا سبيل اليوم في مواجهة صفقة القرن الا خيار المقاومة ،  وهو مااتفقت عليه معظم الفصائل الفلسطينية وتبنته كخيار لهذه المواجهة وحتى السلطة الفلسطينية التي كانت تسعى (واهمة ) عبر التفاوض لاستحصال الحقوق ، فانها اليوم صارت امام الامر الواقع الذي ادخلها في حرج كبير فلجأت الى تبني خطاب المقاومة الشعبية وحسنا فعلت لان سلاح التفاوض مع اسرائيل ماهو الا كالساعي وراء السراب يحسبه الضمئان ماء . ان صفقة الخزي التي اعلن عنها ترمب سوف لن تمر ولن تتحقق اهدافها وذلك وببساطة تامة ان شعوب المنطقة الان تقف ظهيرا قويا لمحور المقاومة ، وان محور المقاومة اليوم هو اقوى بكثير مما كان علية الامر ايام اتفاقية غزة اريحا ولذلك سوف تخسر اسرائيل الكثير دون ان تحقق مبتغاها وسوف لن تامن على ماحصلت عليه سابقا ، ولن تنفعها اموال السعوديين والخليجيين الداعمين لهذه الصفقة ، ولن تنفع كذلك مساعي ترمب وترتيباته السياسية والعسكرية التي تحاول تهيئة الاجواء لتقبل هذه الصفقة ولانها بالاساس كانت متعثرة ولم تنجح، وستثبت الايام ان النصر لايتحقق الا لاولئك الثابتون على قضيتهم المقاومون للعدوان يساندهم في ذلك شعوب العالم المحبة للخير والسلام وكذلك الشعوب المقاومة للعدوان واذرع المقاومة في كل المنطقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك