المقالات

صفقة القرن بين طموح الصهاينة وخيارات المقاومة

1724 2020-01-30

علي الطويل

 

في احد مؤتمراته الصحفية و تصريحاته المثيرة للجدل ،  قال  الرئيس الامريكي ترمب انه بعد خروجه من الرئاسة الامريكية سيرشح نفسه في الانتخابات الاسرائيلية ، وقوله هذا لم يكن للتندر او السخرية وانما كان تعبيرا دقيقا لاخلاصه لاسرائيل  وتعبير حي على انه اخلص لاسرائيل من  ابناء اسرائيل نفسها و قبل ان يكون امريكيا مخلصا لامريكا ، وسعى لتنفيذ المخططات الصهيونية وسخر كل الطاقات والامكانيات الامريكية لخدمة اسرائيل ،  فمنذ ان فاز  ترمب في الانتخابات الامريكية وهو يسعى بكل جهده لتامين الاوضاع بما ينسجم مع توسع اسرائيل وتحجيم اعدائها وتقوية اصدقائها وزيادة خدامها وخاصة في العالم العربي والاسلامي ،  فكانت اول زياراته الرسمية والتي اثارت لغطا كبيرا لما رافقها من حيثيات ،  وما جناه منها من اموال جراء صفقات لم يحققها كل رؤساء امريكا في كل تاريخ العلاقات العربية الامريكية الا وهي صفقات السلاح والاستثمارات التي جناها ترمب عند اول زيارة له للسعودية والتي حصل فيها على ٥٠٠ مليار دولار  ، ولم يخف ترمب خدمته لاسرائيل ولم يخف كذلك سعيه الجاد لتمييع القضية الفلسطينية ومع ذلك استطاع ان يحصل على دعم السعودية والدول العربية الخليجية كالامارات والبحرين وغيرها ، وقد حاول ترمب بكل جهده تهيئة الاجواء في المنطقة لتقبل صفقة القرن المشؤمة فمنذ اكثر من عام والسياسة الامريكية تضغط وتحرك الاوضاع وادخلت المنطقة كلها في مخاصات عسيرة وخاصة في العراق ولبنان واليمن وسوريا من اجل تمهيد الارضية الازمة لتنفيذ هذه الصفقة ، ولكنها الى الان لم تحقق ماكان يرجى وذلك نتيجة عدم تقبل الشعوب العربية والاسلامية لهذه الصفقة من ناحية ومن ناحية اخرى فان الصفقة ستضر كثير من الدول العربية كالعراق وسوريا والاردن لذلك فان ولادتها اليوم تعتبر عسيرة ومتعثرة ولا يرجى نجاحها مطلقا .

ومن الاعتبارات الاكثر تحديا لهذه الصفقة اضافة هو ان محيط اسرائيل وبين جنباتها اليوم حركات ممانعة للوجود الاسرائيلي بالاساس ، وقد تمرست الحرب وخبرت الحركة السياسية والعسكرية وتزودت بوسائل القوة والمناورة وهي مهيئة ومدعومة شعبيا لمقاومة كل عملية بيع وشراء للارض الفلسطينية او محاولة تمييع القضية الفلسطينية ، يدعمها بذلك رايا عاما عربيا اسلاميا رافضا لتهويد القدس وجعلها عاصمة لدولة اسرائيل وهي فقرة  وردت  في صفقة القرن المشؤمة ، فقد عزز اعلان هذه الصفقة وماحوته من خيارات مخيبة للفلسطينيين والمسلمين بصورة عامة رأي محور المقاومة في تبني سياسة المقاومة العسكرية المناهضة لوجود اسرائيل والساعية لاسترداد الحق عبر العملي العسكري وبعيدا عن المساومات السياسية ،  لان ما اخذته اسرائيل بالقوة لايسترد الا بالقوة وهذا الخيار عندما يتعزز بالدعم الشعبي فانه سيكون خيارا ناجحا وسيحقب ماعجزت عنه مئات الجلسات التفاوضية والنقاشات التي لم تجن سوى خسارت مزيدا من الاراضي لصالح اسرائيل ، كما ان اسرائيل العدوانية لاتعرف الا لغة القوة ففي عقيدة الصهاينة كلما كان العدو ضعيفا كلما ازداد كلما تمادوا في طغيانهم وعدوانهم .

لذلك فلا سبيل اليوم في مواجهة صفقة القرن الا خيار المقاومة ،  وهو مااتفقت عليه معظم الفصائل الفلسطينية وتبنته كخيار لهذه المواجهة وحتى السلطة الفلسطينية التي كانت تسعى (واهمة ) عبر التفاوض لاستحصال الحقوق ، فانها اليوم صارت امام الامر الواقع الذي ادخلها في حرج كبير فلجأت الى تبني خطاب المقاومة الشعبية وحسنا فعلت لان سلاح التفاوض مع اسرائيل ماهو الا كالساعي وراء السراب يحسبه الضمئان ماء . ان صفقة الخزي التي اعلن عنها ترمب سوف لن تمر ولن تتحقق اهدافها وذلك وببساطة تامة ان شعوب المنطقة الان تقف ظهيرا قويا لمحور المقاومة ، وان محور المقاومة اليوم هو اقوى بكثير مما كان علية الامر ايام اتفاقية غزة اريحا ولذلك سوف تخسر اسرائيل الكثير دون ان تحقق مبتغاها وسوف لن تامن على ماحصلت عليه سابقا ، ولن تنفعها اموال السعوديين والخليجيين الداعمين لهذه الصفقة ، ولن تنفع كذلك مساعي ترمب وترتيباته السياسية والعسكرية التي تحاول تهيئة الاجواء لتقبل هذه الصفقة ولانها بالاساس كانت متعثرة ولم تنجح، وستثبت الايام ان النصر لايتحقق الا لاولئك الثابتون على قضيتهم المقاومون للعدوان يساندهم في ذلك شعوب العالم المحبة للخير والسلام وكذلك الشعوب المقاومة للعدوان واذرع المقاومة في كل المنطقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك