المقالات

لماذا مظاهراتنا ملونة؟

1805 2020-02-06

د. علي الطويل

 

الامر الغريب في المظاهرات العراقية والشيء المختلف فيها عن باقي الممارسات الديمقراظية والاحتجاجات العالمية لانها ذات صبغة عراقية ، فالعراقي متميز في كل شي، متميز بالحب ومتميز في الكره  ومتميز في السلم ومتميز في الحرب والعنف ،  وهنا لا نحاول الحط من شخصية العراقي او تناولها بسوء لاسامح الله بقدر تشخيص قضية طالما احتار فيها الجميع وتشعبت تفسيراتها من شخص لاخر ، ولعل لعوامل التاريخ ومراحل الظلم الكبيرة التي وقعت على الشعب العراقي في دورات الزمن الماضية دورا في خلق شخصيته المتميزة عن باقي شعوب الارض ،  وما يهمنا اليوم ليس الدخول في تفاصيل سيكولوجية الفرد العراقي لان ذلك من اختصاص علماء الاجتماع والمتخصصين في هذا المجال ، ولكن مايهمنا هو الوضع الذي يمر به العراق اليوم والازمة الحادة التي المت به جراء تنوع الوان مظاهرات ابنائه ، وتشتت مطالبها وتنوع مصادر دعمها (وقوس قزحية ) من يقفون خلفها .

فمنذ بداية المظاهرات والى اليوم لم نقف على مطلب او مطالب واضحة يريدها المتظاهرون ، صحيح ان المظاهرات والاحتجاجات قامت نتيجة سوء ادارة البلد وما الت اليه الاوضاع فيه نتيجة ذلك ، وكثرة الفساد الذي استشرى والظلم الكبير الذي وقع على ابناء هذا البلد بسبب  ذلك ، وكل هذه  اسباب طبيعية للاحتجاج ، وكانت  اغلب مظاهر الاحتجاج في بدايتها سلمية ودوافعها حسنة ، ولكن ركوب موجة التظاهرات من قبل الاطراف الدولية وخاصة المحور الامريكي والدفع باتجاه العنف وتخريب الدولة وتعطيل الدوام والمدارس ادى الى انسحاب اغلب المتظاهرين السلميين  ذوي النوايا الحسنة ، وادى استمرار المظاهرات كذلك الى ركوب الموجة من بعض الاطراف المحلية ايضا اما لاجل امور انتهازية  تنافسية حزبية او لاجل الضغط والحصول على الغنائم ، وخاصة في هذه الفترة التي شهدت تكليف محمد علاوي كرئيس للوزراء ومحاولة النزوع بالمظاهرات الى العنف والاساليب غير القانونية وغير المقبوله ، مما يكشف طبيعة القوى التي تقف ورائها والتي لايهمها سوى ماتحصل عليه من مغانم على حساب الوطن والمواطن .

ان نزول ذوي القبعات الزرقاء الى ساحات التظاهر ،رغم التحفظ على بعض اجنداتهم ، ولكن كان دخولهم ذا طابع سلمي واهداف واضحة وهو اعادة الدوام وحماية المدارس من المخربين وعملهم اتسم  بالتعاون مع الاجهزة الامنية ونزلوا وهم  منزوعي السلاح ، ولكن الغريب في هذه المرحلة هو دخول ذوي القبعات الحمراء وهدفهم مغاير تمام لاهداف ذوي  القبعات الزرقاء الا  وهو التخريب والتعطيل والعنف ، وهنا لابد من وقفة لتمييز الصالح من الطالح بين الفريقين ويبدو ان اصحاب القبعات الحمراء لهم اجندة مختلفة اذ ميزوا انفسهم بانهم من كانت شعاراتهم ومظاهراتهم بغير هدف ولا مطلب واضح بقدر اشاعة الفوضى وجر البلد الى عدم الاستقرار لخدمة اهداف غير مقبولة ولا منسجمة مع وصايا المرجعية وهم من قطعوا الجسور واعتدوا على الناس  ، وفي ظل عجز اجهزة الدولة في معالجة هذه  الظواهر السلبية واعتقال هؤلاء المخربين ، وسكوت قادة المجتمع واصحاب الراي والتاثير  والعشائر عن ما يحصل  فان المتوقع ان تنزلق الاوضاع الى مالا تحمد عقباه لان الهدف اصبح واضح  جدا و لالبس فيه  ، وهو ان يبقى العراق ضعيف مشتت ليتسنى لامريكا البقاء وامتصاص خيراته وفرض اجنداتها وحساباتها على الدولة خدمة لاسرائيل ، لذلك فان جنودها المحليين سوف لن ينسحبوا من ساحات التظاهرات وسوف يزداد حراكهم سوء  ، وخاصة في فترة تشكيل الحكومة للضغط عليها من تنفيذ الاجندة الامريكية وخاصة في قضايا الحشد وقضية انسحاب القوات ، لذلك فعلى جميع الخيرين في العراق الوقوف بحزم امام هذه الاهداف الشريرة وتمييز الالوان وفرز الابيض عن الاسود .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك