علي الازيرجاوي
عادة لا أذهب مع نظرية المؤامرة بعيداً، وإطلاق التهم وفق الفرضيات والماورائيات.. وإنما نحاول معرفة الأسباب المادية التي تؤدي إلى حصول الأحداث هنا وهناك، كما يعلمنا القرآن الكريم على ذلك في قصصه والأحداث التي يبينها لرسوله الأكرم " صلّى الله عليه وآله وسلم " ومنه إلينا بالتأكيد.
ان قضية فايروس إنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها، واليوم ( فايروس كورونا المستجد )، التي ستستمر في التطور لتحصد عدداً أكثر من الناس، مادام المتصدي جشع وظالم ولا تحكمه أي ضابطة دينية أو أخلاقية، بل تتحكم فيه حركة السوق والمال وانتهاز الفرص.
لكل فايروس مطور يجدون لقاحاً يكتشف له في حينه.. فيأتي فايروس أخر في العام الذي يليه ثم يبحثون له عن لقاح جديد.. ويتم بيعه بأموال عالية حول العالم، وهكذا دواليك..
هذه هي الحقيقة مع الأسف..
ولكن لو بحثنا عن توقيتات وأماكن إنتشار الفايروسات، لوضعنا عديد من علامات الاستفهام المريبة حوله..
ونتخذ دولتان ( الصين وإيران ) مثلاً لهذه الاستفهامات:
أولا. الصين..
هذا البلد المترامي بعد صعوده أقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً، وتحوله إلى منافس كبير جداً لإمبراطوريات المال والسلاح، وحصول حالات من المواجهة الاقتصادية الفعلية على الأرض.
نتفاجأ بإنتشار فايروس جديد مطور عن السابق وخارج منظومة اللقاحات المتوفرة، وفي مدينة مركزية وسط الصين، وقريب من تلك المدينة على بعد ثلاثين كيلومتراً فقط، يوجد مختبر بايولوجي كبير مهمته تربية ودراسة مثل تلك الفيروسات.
يجعلنا نضع العديد من علامات الاستفهام وخلفها صف من علامات التعجب، حول إمكانية فعل الفاعل البشري في هذه الحادثة الأليمة.
ثانيا. إيران..
تعتبر الجمهورية الاسلامية البلد الأكثر ممانعة وعناداً وصراعاً مع قوى الاستكبار بسبب سياستها التي تتخذ منحىً استقلالياً بعيداً عن هيمنة وغطرسة الدولة الكبرى،وتدخلاتها في المنطقة، حتى وُضعت تحت العقوبات القاسية لتركيعها، وجعلها ترضخ لسياسة الغرب الاستحواذية، وتندرج تحت مغامراتهم الصبيانية، ولكن لم يكن ذلك سهلاً يسيراً وجوبه بصلابة فائقة وقدرة عجيبة على إدارة الصراع، جعلت الغرب يتقهقر ويبحث عن الفرص الماكرة لحفظ ما تبقى من ماء الوجه وأنتخاباتها على الأبواب.
إيران بعيدة عن الصين بطبيعتها الجغرافية، وشعبها يعد مثقف صحيّا، وحكومته حذرة ومستعدة دائماً.
ولكن بمجرد اقتراب الإنتخابات التشريعية في إيران التي راهن عليها أعداء الجمهورية لإفشالها من خلال تقليل نسب المشاركة الشعبية، ما حدا بالسيد المرجع قائد الثورة الاسلامية إلى الإفتاء بوجوب المشاركة في الإنتخابات وذلك للرد على ضغوطات الغرب ومؤامراتهم.
وفجأة وبدون سابق إنذار يتم عشية الإنتخابات الأعلان عن تفشي فايروس كورونا الجديد، وإصابة عدد من الأشخاص في مدينة قم الدينية التي تتوسط البلاد، مثلها مثل مدينة ووهان الصينية من الناحية الجغرافية ومحورية حركة النقل العام من خلالها، ووفود الآلاف إليها بشكل يومي.
ما يجعلنا أيضا، وضع كم أكبر هذه المرّة من علامات الاستفهام والتعجب التي توجه أصابع الأتهام لنفس الجهة المستفيدة من تحديد السياحة وركود في حركة الاقتصاد، وذعر بين الناس، وتوقف النشاط الثقافي والتبليغي الذي يعد الذراع الأطول لمواجهة الحرب الناعمة الدائرة منذ أبد ليس بقصير.
والله المستعان على ما يصفون...
وعلى الباغي تدور الدوائر...
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)