المقالات

ألواح طينية ـ أزمتنا والحوار بمختلف الأسلحة..!

1814 2020-02-24

 

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

 

اكثر ما يضحك ان نرى اشباه الساسة، وهم يطرحون رؤاهم للحكومة المقبلة، معيدين تكرار نفس المبادئ، التي بتنا نسمعها مع كل حراك، لتشكيل حكومات ما بعد زلزال 2003.

الطائفية التي يكذب اشباه الساسة؛ عندما يوهمون الناس بانهم تجاوزوها، مشكلة اجتماعية لها جذور تمتد الى مئات السنين، وهي ليست مشكلة نظام انتخابي، لا يلزم الشيعي بأن ينتخب شيعيا، ولا السني بأن ينتخب سنيا، وبالحقيقة فإن التفكير والتصرف الطائفي، وما يتبع ذلك من محاصصة طائفية، تقوم على أسس كبيرة التعقيد، شديدة الضراوة، هي موقف شعبي نابع من تمزق العراقيين، وعدم ثقة مكون بأخر، ولا ذنب للشيعة في ذلك، فهم آخر من حكم العراق، بعد مئات السنين من حكم مخالفيهم.

الطائفية ليست امرا صحيا، لكن المشاكل لا تحل بالشعارات الكاذبة، ويتعين تحديد المشكلة لنتمكن من حلها، ومن هذا المنطلق؛ فلا مناص من خوض حوارات بناءة، مع خيارات السنة والكرد، الذين اختارتهم مكوناتهم كممثلين عنهم، فضلا عن الحوارات داخل المكون الواحد.

هنالك ثلاثة جهات مؤثرة في المشهد العراقي، شئنا الإقرر بتأثيرها أم أبينا، ولكل من هذه الجهات اهدافها واذرعها ووسائل ضغطها:

أولا/ المرجعية الدينية؛ ومن خلال أطروحتها، نفهم أنها تهدف الى الحفاظ على النظام الدستوري ومكاسب ما بعد 2003، واذرعها ووسائل ضغطها هي القواعد الشعبية المؤمنة بها.

ثانيا/ إيران ومعها محور المقاومة: وتهدف الى توازن قوى؛ يحفظ المنطقة، من المشروع الصهيووهابي امريكي، والحفاظ على وحدة وسيادة العراق أرضا وشعبا.

ثالثا/ المحور الأمريكي الإستكباري: الذي يقود رأس الحربة في تحالف مشؤوم، يجمع اسرائيل والأعراب، ويهدف الى وقف المد الشيعي الذي وصل الى حدود فلسطين المحتلة، والحفاظ على مصالح أمريكا الاقتصادية، اما اذرعه فهي متعددة دوليا وأقلينيا، ومحليل تشمل بعضا من اخوة الوطن من السنة والكورد، ومؤخرا إنضم الى هذا المشروع، مرتزقة الاحزاب الشيعية المنحرفة، التي باعت نفسها مقابل أثمان بخسة.

الرهان على محور التحالف الصهيو أمريكي الاعرابي سيفشل بلا شك، لان تجاوز المرجعية ليس متيسرا لهؤلاء، كما ان السياسة الابوية والنفس الطويل الذي تمتاز به المرجعية، سيرجحان كفة المشروع المقاوم للهيمنة الإستكبارية والاعرابية.

ثمة امر آخر؛ فبرغم انخراط قادة الفنادق بالمشروع الصهيووهابي امريكي، الا انهم بالواقع مرغمين ان يلتزموا امام جمهورهم، بما تطلبه المرجعية، والا خسروا كل الدعم الذي يتلقونه منه؛ وسيكونون مضطرين للاذعان، والألتحاق بالركب.

في جميع الاحوال؛ يعمل الساسة على اللعب "على" و"بـ" جميع الأوراق، وفي لعبتهم هذه تخسر أوراق وتربح أوراق، ولكن ثمة ورقه وحيدة هي الخاسرة، إذ أن الورقة العراقية، هي الورقة التي ستكون الثمن السياسي، الذي سيدفع لسداد استحقاقات غير عراقية!

كلام قبل السلام: في لُعبتهم أو لعبِهم، مارس الساسة الحوار بكل الأسلحة، بعضها فوق الطاولة، وبعضها تحت الطاولة، ما فوق الطاولة كان تناكفات ومعارضات، وشتائم وتسقيط لا أخلاقي، لبعضهم بعض نهارا، ينهونه في الليل، بتقبيل بعضهم بعض، في ولائم يقيمها بعضهم لبعض..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك