◾محمد صادق الهاشمي
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُون} [يوسف : 43] .
اطّلع المراقبون والرأي العامّ على خبرٍ مفادُه: أنّ الجبل الشيعيّ تمخّض عن « لجنة سباعية»، كوصفة يكتبها طبيب الأقدار لمريضٍ يلازمه اليأس، ويلازم طبيبُه الأمل في آخر جرعةٍ، عسى أنْ يجدَ فيها أملاً، أو يكون فيها الدواء الناجع، في انقاذ مريضه لمّا أعيته المراهم، وعجز عنه مقصّ الجرّاحون في انقاذ ما تبقى من البيت الشيعيّ الذي عاد يعاني المرض العضال وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر .
هذه الوصفة أتت بوقت حرج، واختارها القومُ اضطراراً، بعد أنْ أصبحوا محل سخط للآخرين، إذْ أتسعت مساحاتُ الفرقة والتراشق والتباعد بين أعمدة العملية السياسية، وفقد القومُ الحدّ الأدنى ممّا يجمعهم , فاحدُهم لا يتحدّث مع الآخر, والآخر لا يتحدّث مع غيره, والغيرُ لا يتحدّثُ مع الآخرين, وآخر يرى نفسه سيّد القوم وإمامهم، والآخرون هم شياطين الجن والأنس، ويرى الآخر أنّه شيخهم وزعيمهم، والآخرون يعيشون في ملكه وسلطانه ، لكنّ الشعب ينظر إليهم كلّهم على حدّ سواء، فيما وصل اليه حال العباد والبلاد ، وصدق أمير المؤمنين (عليه السّلام) وهو يقول في نهب الثروات باسم الدين: « لشدّ ما تشطّرا ضرعيها، فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ، ويخشن مسّها، ويكثر العثارُ فيها، والاعتذارُ منها...»، وقال (عليه السّلام): «يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ تَعَالى خَضْمَ الإِبِلِ نَبْتَةَ الرَّبيعِ».
وهذه الوصفة «اللّجنة السباعية» على الرغم من هزالها تعدّ من أحلام اليقظة ، وسراب في صحراء لاهبة، لا يرتجى منها شيئٌ، فقد أتت لإنقاذ آخر ما يمكن إنقاذه من البيت الشيعيّ، إلّا أنّ أحدهم سارع للقفز خارجها, والبقية من اللّجنة السباعية أمام محكّ وزمن حرج لتعجيل انجاز مشروع عجز عن انجازه الشيعة وبح صوتُهم لسنين متطاولة ولذات علّة التقسيم والانشطار والتناحر والخلاف والاختلاف. وربّما تفشل هذه اللّجنة السباعية وتأتي سباعية غيرها، أو يذهب القرار الشيعيّ إلى السيّد برهم.
لذا يرى المراقبون أنّ هذه اللّجنة السباعية – على تقدير بقائها – لا تنقذ العملية السياسية من سنوات عجاف قادمة، وفي مراحل حاسمة، سواء في مرحلة ما بعد المرشّح المكلّف أو ما بعد الانتخابات، وإنْ كان تحققها ضرب من الاعجاز، وأنّ الله على كلّ شيء قدير.
ومن قبل قلنا: إنّ عهد عادل عبد المهدي هو آخر عهد السلالات الشيعية، والآن نقول: إنّ آخر عهد للعملية السياسية هي الانتخابات القادمة.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha