المقالات

الحرب بالوكالة والتفاوض بالوكالة

1593 2020-03-17

د.علي الطويل

 

ان مصطلح الحرب بالوكالة ظهر في  القرن الماضي ،  وهو مصطلح يعبر عن قيام دولة كبرى بتحريض جماعات محددة او دولة ما لكي تقوم بحرب ومشاركة بقتال دون ان تلعب هي دور رئيسي فيه ، وبذلك يلعب  الوكيل دورا مهما في تنفيذ اجندة من وكله بهذه الحرب ، وقد حدثت حروب بالوكالة في كثير من البلدان في منطقتنا وخارجها ومن الامثلة القريبة  البارزة  على ذلك الحرب في سوريا والحرب في اليمن اذ تحارب الجماعات المسلحة والمليشيات في سوريا نيابة عن تركيا وامريكا والسعودية ، كما تحارب جماعة هادي وعصابات القاعدة نيابة عن السعودية والامارات في اليمن ، وهكذا فان مصطلح الحرب بالوكالة اصبح شائعا وله مصاديق عملية وراح الباحثون في الشؤون العسكرية والسياسية  يضعون له اسس نظرية وقد انجزت العديد من الدراسات في هذا المجال .

اما مصطلح التفاوض بالوكالة فانه الى الان ليس شائعا ولم يتطرق اليه احد من الباحثين  الا في القضايا الاقتصادية والقانونية ، اما القضايا السياسية فلايوجد هكذا مصطلح ورد في النظريات او البحوث والدراسات  السياسية ، ولكنه على ارض الواقع العملي فانه وارد ومعمول به ، وان ما دفعنا للكتابة عنه هو ماحدث في العراق منذ استقالة الحكومة والى اليوم ودخول الطرف الامريكي بشكل فعال على خط تشكيل الحكومة عبر وكلاء يدافعون عن متبنياته واجنداته ، ينطقون ماينطق ويعملون مايريد وقد عززوا مفهوم التفاوض بالوكالة بشكل جلي وواضح ، فالتوجهات الاساسية لبعض الشخصيات السياسية العراقية في قضية التفاوض على رئاسة الوزراء لاتعبر اساسا عن المصلحة الوطنية ومايريده الجمهور وان (تبجحوا في ذلك) ، ولكن الوقائع العملية اثبتت انهم قد تبنوا التوجه الامريكي وسعوا بكل قوة لفرض الارادة الامريكية وان كان ذلك ظاهرا ضمن نطاق الادستور  ، الان ان ما ظهر خلال الاربعة اشهر الماضية يعكس ماذهبنا اليه بشكل واضح .

فهل مايجري في العراق الان من حوارات وتفاوض  سيكون منطلقا لشيوع ظاهرة التفاوض بالوكالة ؟وهل سيعمل بهذا المصطلح في شؤون اخرى كسوريا واليمن وغيرها ؟ ان من المفترص والواقع العملي يشير الى ذلك ، ان كل عمل يؤوسس على ارض الواقع لابد ان يكون له ابعاد واسس نظرية .والواقع الحالي بالعراق يشير بما لايقبل اللبس والتاويل ان هناك شخصيات سياسية وكتل تتفاوض نيابة عن الامريكان لفرض اجندات معينة وان ذلك تاسيسا لمبدا التفاوض بالوكالة بشكل عملي الامر الذي سيجر الى استخدامات واسعة لقضايا اخرى داخل العراق ومنها تعديل الدستور ، وخارج العراق في ساحات قريبة وبعيدة عن العراق ايضا مصاديق لهذا المصطلح،  ولعل الوقائع على الارض ستجعل منه عرفا سياسيا ، ومبدا سيجد من ينظر له من الكتاب والباحثين في المستقبل القريب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك