المقالات

التكليف الأزمة!!

1441 2020-03-19

د.علي الطويل

 

 

لايخفى على احد من المتابعين للشان العراقي انه منذ بدا الحراك الشعبي الذي كان  عنوانه المطالبة بالخدمات والقضاء على الفساد واصلاح النظام السياسي والانتخابي ، وقد  كانت هذه العناوين هي البائنة في ظاهر الحراك الشعبي ، ولكن باطن الحركة ومفاعيلها كانت تخفي  اشياء كثيرة كشفت الاحداث اللاحقة عنها اذ ما ان تقدم الزمن بها حتى اتضحت الكثير  مقاصدها بشكل واضح وجلي وظهرت المحركات الدافعة لها وبشكل لايخفى حتى على الانسان البسيط ، وهنا لانريد التقليل من شان التظاهرات والاساءة الى المتظاهرين بقدر تسليط الضوء على ما تخفيه الجهات المعادية وما اعدته من مكر وخداع وبما تملكة من اعلام مسيطر في توجيه الراي العام  ، وكان مما رفع من شعارات وضمن المطالبة باصلاح النظام السياسي هو عدم ترشيح شخصية جدلية والتاكيد على ان لاتكون فاسدة وتمتلك جنسية ثانية غير الجنسية العراقية .

والمتابع لتصريحات رئيس الجمهورية وسلوكياته يجدها تصب في ذات الاتجاه الذي رفعه المتظاهرين ابتدأء  ،  لابل تبناه من خلال لقائه بالمتظاهرين ومن خلال رسائله للكتل السياسية وادعى انه لايستطيع مخالفة المطالب الشعبية والمرجعية ، وابرزها ان يكون رئيس الوزراء غير جدلي : مطلب المرجعية : وان لايملك جنسية غير الجنسية العراقية : مطلب المتظاهرين : .وكما ان هذه المعلومة واضحة كذلك فان نوايا السبد رئيس الجمهورية لم تعد خافية على احد ، واذا انطلت على كثير من الناس في بداية الحراك الشعبي فانها لم تنطلي  على احد منذ بدا الحراك السياسي لاختيار رئيس وزراء بديلا عن السيد عادل عبد المهدي وظهور جدلية من سيشكل الحكومة ، اذ استثمرها برهم صالح لتظهر نواياه بشكل غير  خفي   ، فالاجندة الامريكية التي فشلت في تحقيقها من خلال حرف المظاهرات وفشل الانقلاب العسكري ، قد حققها برهم صالح من خلال استغلال منصبه وخرقه للدستور وهو ما يعرف بانه حامي لهذا الدستور .

فاصرار رئيس الجمهورية على شخصيات ذات توجهات امريكية لايفسر الا انه خاضع وسائر في المشروع الامريكي لتدمير العراق وتمرير المخطط العدواني الذي يريد التلاعب بالشان العراقي ، ويعتبر  ذلك خيانة كبرى لتطلعات الجماهير العراقية ، وخيانة للوطن وحنثا باليمين الذي ادها الرئيس اثناء تكليفه ، ان تكليف الزرفي لرئاسة الجمهورية يعد ازمة حقيقية ادخلها الرئيس برهم صالح بعد تجاوزه للدستور وللاعراف السياسية المتبعة منذ سقوط النظام والى الان ، بل هي تعتبر الخطوة الاولى لقلب المعادلة التي اسس عليها النظام الجديد في حكم الاغلبية ، ولاجل اعادة الكرة لحكم الاقلية التي عانى منها العراق لعقود طويلة وما جنى من جرائها الا الويلات .وسلام قبل الكلام ، ان على كتل الاغلبية السكانية ان تعي مايدور حولها وان تتجاوز القوالب التقليدية والنوايا الساذجة التي عفى عليها الزمن وان تفكر بطريقة حضارية خالية من العواطف والمجاملات ، والا البعض انكم سوف تاكلون بيوم ياكل الثور الابيض . والسلام

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك