المقالات

عندما يدخل الفايروس عالم الحضارات فالنهاية مؤلمة

2321 2020-03-25

عمار الجادر

 

بالتأكيد انك للوهلة الاولى تحسب اني اتكلم عن فايروس كرونا, لكن احببت ان اقول لك لم أتكلم عنه ابدا, ولا يهمني ما هية نشاطه لأنني اعلم جيدا, انه مفقود الهوية, ومفقود الهوية طارئ يأتي ليتقارب مع المجاهيل مثله, ثم يرحل دون جدوى تذكر.

الفايروس هو طفرة ميتة, تحاول ان تبني لنفسها وطن داخل مدينة الاحياء, لكنه في الوقت ذاته يدمر تلك المدن ليحيا هو, وبالتأكيد فهو لا يستطيع ان يجد لنفسه كيان من عدم, الا اذا استسلمت له كافة العقول, وبالتأكيد ان هذا الشيء لا يحدث مطلقا مهما طال الزمن, فلا هو يستطيع ان يعدل انحرافه الجيني, ولا تستطيع الجينات الكاملة ان تنتقص من نفسها لتساير رغبته, وهذا ما يجعل منه نكرة عبر الاجيال, ويضمحل حتى اذا وجد بيئة خصبة يعود لها بصورة جديدة محاولا يائسا ان ينجح في صناعة نفسه وهو لا يعلم انه لا ينتمي للعالم الصحيح.

لقد خلقت العوالم بهندسة متقنة, وهناك قوة بارعة خلقت تلك العوالم, العقل الكامل يعلم جيدا ان هذه القوة موجودة, والعبث معها يعد من السفه بمكان ان يقدم عليه احد, مهما علا في هذه المعمورة, لكن فساد العقول بالضن انها علت يؤمن للفايروس الطارئ بيئة مناسبة له, وبالتالي تجد ان الاقوام مهما علت في التقدم دون ادراك حقيقة وجود قوة خلقتها, يأتي ذلك الفايروس الطارئ ليفسد عقولهم ويبني لنفسه مستعمرة ضامرة, تنشط في حين غفلة لتعيد مجدها الزائف, ولكن هذا الفيروس حزين جدا لوجود عقول ليس له فيها مكان.

اليهود مثلا تجدهم الحاضن الازلي للفايروس, فتجدهم يقتلون من هم من قومهم لكن عقولهم فيها مناعة الخالق, وهكذا هم يشعرون بالنقص الدائم, وهذا النقص يكون في انهم مهما حاولوا, لن يمحو رسالة البشر الكامل جدا بمناعته, والذي يعد اكثر نضجا من عقول انبيائهم الذين قتلوهم هم, ويعلمون ان هلاكهم سيكون من نسل هذا البشر, ويعتمد في خروجه على قوم يحملون مناعة مضاعفة لهم, لانهم قاوموا فكرهم وانتصروا عليه, لكنهم في الوقت ذاته وحتى ظهور ذلك الانسان, يحاولون تهديم الحضارات التي لم تصل للوعي التام, واحلال فايروسات بأسماء دخيلة بدل عنها, كما حدث بدخول امريكا.

هناك من اكتسب المناعة منها بجعل نفسه مملكة ام لهم, كما في بريطانيا ولكن تلك المملكة شاخت وحان وقت التهامها من قبل الفايروسات الصغيرة, وهناك من هو فايروس فتي وقوي وداهية كأمريكا, التي استطاعت ان تبني نفسها من لا شيء , مستغلة دماء حضارة قديمة تدعى الهنود الحمر, لكن ما يفيد ان امريكا هي ليست ارض الولادة, فهي مجرد اسم, اما من فيها فهم جميعهم هجن, اتوا من مختلف الامصار الناقصة وبالأخص من بريطانيا, ليبنوا من انفسهم حضارة  بعد ان كانوا هوامش ناقصة في اوطانهم, وما زاد قوتهم هو الخوف من سلوكهم الفايروسي المعدي القاتل.

مؤلمة جدا تلك الحقيقة, لكنها في الوقت ذاته تعتبر مناعة ضد الفايروس الذي نخر العقول, لذا تجد جميع وبائيات العالم تنحدر من تلك الجرثومة الكبيرة, والمصاب فيها يحاول النيل من الحضارات الكاملة الاخرى, كبلاد فارس وايطاليا وفرنسا والعراق, هل علمتم كم هو مؤلم نهاية من سمح لذلك الفايروس من الدخول في عقله.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك