د. علي العمار
الناس ...في الوطن العربي المحتل...أصبحوا عالقين ولا يزالوا كذلك بين المطرقة والسندان...مطرقة الغرب الذي يؤمن بأن التاريخ منحهم فرصة. سانحة لم تتوفر في اي بقعة اخرى من العالم رغم ان الحروب الكونية وظهور اعداء لها من النازية والحرب الباردة والتي كان هم التخلص والتفوق فيهاجزءا من اهدافهم ...
الا ان ومنذ مطلع القرن الماضي فقد اضحت مسالة اقتناص الفرص ' البعد الاكثر ولعا ' للغرب ، ولعل ظهور اسباب مساعدة عديدة سارعت بذلك ، الا ان ابرز تلك الاسباب جاءت نتيجة لتوجهات وافكار القوميين والاسلامويين من المتطرفين وهي فعلا كانت ولاتزال فرصا قائمة و متاحة اكثر وخصوصا في هذه البقعة المريضة و المختلة من العالم فهي فرصة لم تكن وليدة الصدفة بل هي صورة مخطط لها في إعادة بناء وبلورة محدثة من الغزو المبرمج و باليات جديدة وبعولمة فكرية وتجارية وإعلامية ضخمة متنوعة تمثلت في وسائل الاعلام المختلفة والتي جعلت اهم هدفا لها ينطلق من إعادة فهم وتحليل الإسلام والمسلمين من العرب وغيرهم وجعلهم مادة دسمة في معظم سياساتها واستراتجياتها بعيدة المدى او في برامجها الآنية والتي تهدف من خلالها إلى بلورة سياساتها الخاصة والعمل على جعل مشكلة العالم العربي تنحصر في وجود دين اسمه الإسلام.... وممارساته العقائدية والعملياتية و تمثيل هذا بمحور الاهتمام وبالتالي جعل إلصاق العنف و باشكاله وممارساته بانه جوهر الفعل الثقافي والتعليمي وتلقينه لجيل جديد من الشعوب الغربية وتغذية ممن بسن الطفولة والجيل القادر على التغيير بالايحاء بأن مايسمى بالعالم العربي وفق كياناته الحالية يعتبرحجر عثرة باتجاه التطور المستقبلي 'وخصوصا مايتعلق ذلك في وجود مايطلق عليه بالإسلام السياسي السلبي واظهاره بمظهر الذي يمثل خطرا محدقا على وجود الغرب وتطوره....
هذا عن المطرقة الغربية والتي لم تكن لتعمل وتتطور في محاكاته للواقع العربي، لولا وجود الأرضية المساعدة لذلك والتي تمثلت استراتيجياتها الاهم بضرورة وجود او تفعيل وجود انطقة فكرية محددة جغرافيا تتباين في توجهاتها لا تعمل وتساعد على تنفيذ الأفكار والخطط الموضوعة فحسب بل انها ساهمت سريعا في بلورة وتشكيل السندان المستدام و المستعد والمستقبل للأفكار والتطبيقات المتسارعة لغرض المساهمة في انضاج فكرة الغرب والعمل على تقبل فكرة الهدم والتدمير من الداخل والخارج هذا السندان الذي تمخض عنه ونشأ وترعرع وفق معطيات الصناعة الغربية للسياسة العربية' ومنذ مطلع القرن الفائت والذي ابتدأ منذ نهاية الحرب العالمية الأولى..والذي تمكن فيه الغرب من صنع أدوات وزعامات تراكمية انشطارية شخصها ووسع من مهمتها في السيطرة على كافة المستويات المطلوبة للتغيير والتي تمثلت باهم عناصر القوة فيها وهما الإقتصاد و الإعلام والتي تطلبت مهمتها الاولى بالعمل على تهديم وزعزعة القيم الاخلاقية والتي ركزت اساسا على خلق النزاعات الفكرية داخل الدين الاسلامي وتحريف الحقائق التاريخية والعقائدية ومنها العمل على تزوير تاريخ وتراث الدين الإسلامي الحنيف وجعله مادة مطابقة للوصف المراد له غربيا .. وتبلورت سياساتها الخاصة بالتنفيذ والتركيز اولا :
على اكثر الشعوب القاطنة ببعض نقاط التوهج الثقافي والتعليمي انطلاقا من فكرة البدء ان هدمك للحجر الأكبر ركنت وستركن لك باقي الأحجار الصغيرة ' والتي ابتدأت بتهيئة نظم بديلة مستعدة وبشكل منظم للتخريب من الداخل ' وبما يهيأ للعنف والعنف المضاد والتحريض ضد الآخرين وتجسد هذا جليا منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي ولاتزال تعمل الكثير من الثقافات العربية وخصوصا في الأنظمة والبرامج الخاصة بالمتولين لإدارة شؤون الشعوب الناطقة باللغة العربية ..بتنفيذ..هذه الأمور وغيرها ...والتي..مهدت لظهور....
الاتي....:
_ عملت على ازدياد حدة التنوع الثقافي والتعليمي بين الأصول الحقيقية للثقافة والتعليم وبين الجهل المتعمد ومحاولة تغليب ذلك .
ووفق نظرية التجهيل هذه فان مهمة
_ الاختزال في كينونة وشخصية الإنسان العربي والتي أضحت مادة مرنة وسهلة وسريعة التغيير في شكل ومصدر التحول نحو تبني الأفكار الجاهزة والتثوير دون تمييز بين الفكر المرتبط بشكل النظام وممارساته وبين التطبيق وبين مسائل السياسة والحكم ومفهوم المواطنة المرتبطة دلاليا مع تطلعات الآخرين من الشعوب نحو التحرر .
_العمل على جعل التبعية للنظم الغربية كهدف استراتيجي...بعيد المدى و اني ...تكتيكي يتغيير وفق تطورات الأوضاع الآنية'و على الرغم من وجود المثير من نقاط التوهج الفكري والعلمي في هذا النظم الا ان الهدف كان التركيز فيه ينصب على نقل و تناول القشور دون اللب اعلاميا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا فما معنى تزايد تشبث الكثير من أبناء العالم العربي بالتشبث والبقاء في الغرب وخصوصا لمن سنحت لهم فرص التعليم والعمل' لانهم اضحوا عارفين بان ما يصل الى بلدانهم عكس تلك القيم الاخلاقية القائمة فعلا.
_العمل على تغيير وهدم كافة أشكال الترابط الأسري الإجتماعي و الثقافي والتعليمي وفق الأولويات المهمة وجعل مشكلة الارتباط الأسري مجرد نظام لارتباط اقتصادي يخضع للحاجة والندرة دون الأبعاد الأخرى ومنها الابعاد الاجتماعية وهناك الكثير من أدوات وسياسات التنفيذ منها إعلامية او سياسية غذت هذا التوجه.
_العمل على خرق البعد الاستراتيجي للتنمية وجعلها أنموذجا للتنمية العاجزة غير الفاعلة ونقلها نحو مبدأ الاعالة دون الإنتاج..وما سيترتب عليه من تحول نحو هيكلة النظام الاقتصادي برمته نحو التقزم المستمر ..والمستدين والتابع.
_المساهمة فى تحديد وتجسيد شكل ومصدر التحول نحو تبني الأفكار الجاهزة دون تمييز وجعله هو الاهم في برمجة وتصميم خطط التنمية المزعومة....
_ التسارع نحو خلق النزاعات الفكرية داخل الدين الاسلامي في كافة المجالات العبادية والروحية أو العقائدية....
ان تحليل الفجوة بين الأجيال الجديدة من الشعوب العربية والنظم القائمة في معظم توابع النظام العربي أصبحت تتزايد بشكل حقيقي ومؤثر ...ليس للمطرقة دورا فيها فحسب بل ان الارض الخصبة لتلك البذور الشاذة اضحت هي الأكثر أهمية....في ذلك.....
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha