المقالات

قراءة في الوجه الاخر لوباء الكورونا .

1552 2020-03-31

د علي الطويل

 

 

عندما نتطلع في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يوميا لا تكاد لحظة من اللحظات تمر دون ان تقرا خبرا او ملحوظة عن هذا الوباء ومافعله في العالم اجمع ، وقد لانبالغ اذا قلنا انه لم تمر ازمة عالمية اربكت العالم بهذا المستوى مثلما احدثه هذا الوباء ، فللحظة عندما تقف لتفكر فيما يحدث فانك  تقف عاجزا عن ان تجد تفسيرا ماديا له مطلقا ، وانما هي ارادة اكبر من  حجم البشر وامكانياتهم ، فالقدرة الالهية قد فعلت فعلها في هذه المسالة وجعلت البشر عاجزا في لوقوف امامها بل ومستسلما لايدري ماهو العمل . ولهذا الوباء وجهان وجه سيء قبيح فتك بالمجتمعات الانسانية وافقدها القدرة على استمرار الحياة واهداها الموت كخيار من الخيارات . ولكن في وجهه الاخر تتجلى عظمة الخالق في صنعه فما هو الوجه الاخر؟

* لقد كشف الوجه الاخر عن عظمة الخالق وقدرته  وعجز المخلوق امام احد جنوده الذي لا  يرى بالعين المجردة ولكن يد الله جعلت منه قوة كبرى حطمت غرور البشر وجعلتهم عاجزين عن الفعل امامه .

* كشف ان المتجبرين لايشكلون شيئا  امام العظمة الالهية فهاهي الامبراطوريات التي صنعتها ايدي المتكبرين تتهزهز وفي طريقها للانهيار دون ان يقدر من صنعها ان يجد حلال لوقف هذا الانهيار .

* كشف الوجه الاخر لهذا الوباء عن الوجه القبيح للحضارة الغربية التي طالما تغنت بالديمقراطية وحقوق الانسان وسخرت اعلامها لتجعل من نفسها نموذجا للعالم فانكشف غطائها وبان زيفها في اول تجربة قاسية وتبين انها شريعة غاب تحكمها المصالح المادية وتتحكم بها الاموال والارباح لاغير وللمتابع ان يكتشف العشرات من النماذج السيئة لهذه الحضارة في اقل من شهر مضى على سريان المرض في دولها.

* كسر هيبة طاغوت العصر امريكا التي تبجح رئيسها قبل اشهر قليله بان امريكا بقتلها لقادة النصر الشهداء اصبحت اكثر امنا ، فجائهم الاامن من حيث لم يحتسبوا فامريكا التي تسيدت على العالم بالقوة والمال والاعلام نشهد اليوم انهيار امبراطوريتها المالية ، فهذه نيويورك التي تخرج منها حركة المال العالمي باجمعه تتوقف عن الحركة ويسود الشلل بمفاصلها ، ويبقى شارع مانهاتن مكان للاشباح وبعد ماكان يخطط فيه لبناء امبراطوريات مالية جديدة كل يوم اضحى مكان لتحطم امبراطوريات مالية قديمة .

* كشف هذا الوباء عن حيرة وخواء من كانوا يتغنون بحضارة الغرب ويحاربون لجعلها نموذجا في بلدانهم الاسلامية فهم اليوم في حيرة من امرهم ، كيف بهم وقد تعالى صوت العلمانيين في اوربا باللجوء الى الرب والصلاة من اجل الخلاص لانهم عجزوا عن ايجاد طرق الخلاص من هذا الوباء ، فانذهل هؤلاء الذين تخلوا عن عقيدتهم الاسلامية وهرولوا وراء عقائد بائسة انكشف زيفها فسكتوا كما يسكت الاموات في المقابر .

* كشف الوباء عن اصالة الاسلام وعظمته وعمق وعظمة الحضارة الاسلامية ومقوماتها المستندة الى تعظيم الخالق العظيم والتسليم اليه فيما يصنع ، واللجوء اليه في السراء والضراء وانه هو مصدر الخير كله ومايقع من شر فهو بفعل البشر ، وان لطف الله هو الذي يجعل العالم بامان وسلام  وهو مالمسه المخالفون في هذه المحنة .

* كشف هذا الوباء ان مايخطط له الطغات والمتكبرين لمئات السنين قد لايقف ساعة امام القدرة الالهية ، وان ترتيب العالم واعادة صياغته ليس بايديهم وانما بايدي هذا  الخالق العظيم فهذه الصين التي كانت موطن الوباء الاول  تقف اليوم لمساعدة العالم كله ، اما امريكا التي تجبرت على العالم بمالها وقوتها فقد عجزت عجزا كبيرا واستنجدت بالعالم  لترسل لها الصومال البلد الفقير  ٣٠ طبيبا لمساعدتها في السيطرة على الانتشار الكبير للوباء دون ان تقدر هي بنفسها  من  السيطرة عليها فيالها من مفارقة كبيرة .

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك