منى زلزلة
الغريزة الجنسية وبقية الغرائز عند الفتاة تنمو في هذا العمر بشكل عشوائي وهمجي فبعض تنهمك نحو الطعام اوتشعر بميل مفرط تجاه الاولاد او ان غضبها يجعلها تتصرف كنمر كاسح وتخرج كلمات وتصرفات وقحة وقد تنعزل وتنطوي عن مخالطة المجتمع ، انها ردة فعل كل فتى وفتاة وتختلف حسب الظروف والتربية وماتعارف عليه مجتمعاتهم .
الكثير يرى الحل في أن يصادق الوالدان ابناءهم وبناتهم كي يبوحوا لهم بما يمرون به ، وقد تكون ردة فعل العنيفة والهلع الذي يصيب أولياء الامور مما يفعله الابناء هو مايخشاه الوالدين فضلا عن ابنائهم ، لهذا يجب ان يعرف الوالدا ن هدف موضوع هذه الصداقة مع المراهق والمراهقة، فهو ليس للمراقبة والاطلاع والاطمئان عليهم بل هو لأجل ان يعلم طبيعة نمو الغرائز ويعلم المراهقين بانها مرحلة نمو هوجاء تحتاج الى ضبط ورعاية وانتباه من قبل ارادته وذاته.
ويستحسن ان يفهم ذلك قبل سن المراهقة ان كان ممكن ، فهم هذه النقطة مهمة جدا ً جداً سواء للوالدين للمتعلقين به فضلاً عن نفس المراهقة ، لهذا نتوقع إقتناع البنت بالمحددات والموانع بل ستضع لنفسها برامج ونظاماً للسيطرة على هذه الطاقة المنفلتة الهوجاء في غرائزها المتعددة ، ففي الطعام مثلا تلتفت الى نوعيته ومقداره والخ وتتبع ارشادات زخرت بها روايات اسلامية ، ايدتها الاكتشافات الطبية اليوم ، ولنسميه نظام العفة لغريزة الجوع
اما موضوع الغريزة الجنسية فماهو نظامها؟هل اشارت الى نظام ؟ نعم إنه العفة ، والعفة تعني سلوك المحجبة ، وضبط مشاعرها (وليس الحجاب ) اي الحياء ( والحياء هو شعور وسلوك التعامل مع الجنس الاخر ،سواء كان ولدا او بنتاً ، فالعفة مطلوبة من كلاهما)
وفي شريعتنا المقدسة الكثير من الاحاديث والتي تشجع وتعلم سلوك الحياء
ارجو ان لايفهم الحياء على انه ضعف وعجز بل الحياء ادب الشجاع وقدرة الارادة ، وبالحياء نمنع من طغيان الغريزة الجنسية عندما تلتقي البنت مع ولد او تتحدث معه ، ان نعلم المراهقين والمراهقات بعد العاشرة من العمر لتعرف على غرائزهم اولا ، لضبط مشاعرهم ثانياً. وأدب التعامل مع الجنس الاخر الا بالحجاب وغض البصر وعند ما يصارحونهن يرشدونهن بماعليهم ان يفعلوا اذا لم يلتزموا ، ويوقوا انفسهن والجنس الاخر وكيف يعالجوه ايضا
(ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) فبعض من آثار الاختلاط السيئة لاتعالج الا بواسطة الطلب من المرأة الالتزام بالجدية والاحترام وعدم التذلل والانكسار التي اعتادتها في داخل الاسرة. او المكوث في البيت وترك الاختلاط لكي تحافظ وتشبع حاجتها الانثوية من التبرج والتزين (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن - - ) او تنبيه الولد والرجل ان كثرة محادثة النساء تميت القلب فيطلب منهم الابتعاد وعدم مخالطة النساء كل ذه النصائح منصبة للحفاظ على نمو سليم متوازن لا افراط ولاتفريط للغريزة الجنسية المسؤولة عن ادامة النوع وسعادة الاسرة .
لنشرح هذه النقاط الانفة الذكر للمراهقة اكثر ، ونشبهها -كي تتفهمها- مع نظام العفة لغريزة الطعام لضبط نموها، حيث تضع جدولا عاما بكمية ونوعية الطعام ، فهذا يشبه نظام الحياء بالنسبة للغريزة الجنسية ، فماذا تفعل المراهقه أو الفتاة عندما تكسر النظام الغذائي وتظهر السمنه او الاعتلال عليها ويمكن ان تلاحظه بمقياس الوزن ، ماهي ردة فعلها وكيف تعالجه ؟ قد تغير الجدول قد تسأل عن حل تبحث عنه بالصحة وتعود الى ضبط نفسها من جديد ، فماذا بالنسبة الى نظام الحياء ، اذا كسرته البنت ، فاين ترى آثاره؟ وهل تعرفها كمعرفتها لنظام الغذائي واثار كل طعام على جسمها؟ هل تعرف المراهقة مثلا (وكذا الحال للمراهق فلا فرق فهي عملية متبادلة) آثار حديثها واختلاطها بالشباب وكم تأثيره وماهي اثاره المختلفة ان كانت لقاءا جماعيا او خاصا ، ان كان بالنت او مشافهة؟
هل عقدت ندوات اسلامية او محاضرات تعلم المراهقات ان تشوه نمو الغريزة الجنسية يمكن قياسه وتلمسه ويظهر في هدف وطريقة حجابها ، وفي اسلوب كلامها واخيرا في غياب الخشوع في صلاتها
تماما كنظام العفة لغريزة الجوع ، فالمتخم بالطعام لايخشع والتي تكسر نظام الحياء لاتحب الاستغفار وهكذا.
هذه اهم النقاط التي ينبغي اقناع الام أوالاب ابنتها عليها وهي هدف ان يكونان قريبان واصدقاء في تربية مرحلة المراهقة .
لكن ماتفعله الامهات ومايقلقها أكثر -مع الاسف - هو خوفها من التشهير والسمعه (ومن حقها ذلك) وتفهمها لبنتها من حيث لاتشعر انه السبب الاول لمنع البنت من التحدث مع الاولاد عبر النت مما تعكسه البنت ببراءتها ان اقامة العلاقة في السر لامانع منه مادام لا احد يدري ! وخصوصا انها تجد دافع قوي في طبيعتها المراهقة
للتقرب من الجنس الاخر ، لكن لو افهمت المراهقة ان طبيعتها في مرحلة المراهقة قلقة وهائجة وان النظام الاخلاقي ( نظام الحياء ) يرشّق وينظّم ويعدّل نمو هذه الغريزة لاسعادها بالمستقبل في اسرة كريمة فانها ستكون متفهمة لذاتها وهي ستقوم بمنع نفسها ووضع مقيدات وبرامج لضمان عفتها.
نعم يجب ان نتعلم كباراً وصغاراً أدب الاختلاط ، حفاظاً على غريزتنا الجنسية كي تنمو بشكل حيوي فالاسلام يهتم كثيرا بهذه الغريزة لدى البنت ولدى الولد وان عدم تنبيه الاولاد لهذه الغريزة والتحدث عن طريقة ضبطها كما نتحدث عن طريقة ضبط غريزة الطعام قصور كبير لتنمية القيم والاخلاق الاجتماعية ، ودفع متعمد من قبل اسرهن ، لإشغال المراهقات والمراهقين عن تربية أنفسهم وقيمهم وضبط غرائزهم وحمايتها وصيانتها كما ارادها خالقهم ، وتحديد مسؤولياتهن بجمال اجسادهم ورعايتها فقط .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)