المقالات

ألواح طينية؛ تابوت برهم صالح..!

2117 2020-04-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

إذا أمعنا النظر؛ في سيرة فخامة الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح، نجد أنه لم يكن لاعبا سياسيا من الخط الأول، أثناء الفترة التي كان فيها المرحوم جلال طالباني؛ رئيسا للعراق ولحزب الإتحاد الوطني الكوردستاني، الذي "كان" برهم صالح منتميا اليه، وحتى على الصعيد الكوردي؛ الذي تحكمه عوامل الإنتماء العشائري بشدة، فإنه لم يكن أبدا يوما الرقم واحد، فهو لا ينتمي لأسر الزعامات الكوردية المعروفة، وفي مقدمتها ألأسرة الطالبانية في السليمانية، والأسرة البارزانية في اربيل ودهوك..نعم كان رقما مهما ومعروفا.

لم يكن السيد صالح؛ من رجال البيشمركة الذين قاتلوا نظام صدام، ففي سيرته وهو المولود عام1960 ، أنه انضم إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني أواخر عام 1976، وهي معلومة عن فتى بعمر 16 عام،  تحتاج الى عقل غبي ليقبلها، لكن الرجل أعتقل لمدة 43 يوم عام 1979؛ أي عندما كان عمره 19عاما، شأنه شأن آلاف الشباب الكورد الذين أعتقلهم نظام صدام.

كان القاضي "صالح" والد "برهم"؛ أحد أفراد الطبقة البيروقراطية الوظيفية، الأمر الذي دعاه لإرسال ولده "برهم" الى لندن؛ ليتم تعليمه الجامعي العالي هناك، ومن ثم يصبح عضواً في تنظيمات أوروبا، ومسؤولا عن مكتب العلاقات الخارجية لـ (PUK) في لندن..

وفي أول مؤتمر عام 1992 انتخب "برهم" عضواً في قيادة اللـ (PUK) وكلّف بمهمة إدارة مكتب الإتحاد في أمريكا، كما أصبح ممثلا لأول حكومة لإقليم كردستان لدى الولايات المتحدة الأمريكية حينذاك..

نعم تبوأ الرجل عدة مناصب مهمة بعد تغيير نيسان 2003، الذي أطاح بنظام الطاغية صدام حسين، وقد حصل على هذه المناصب لسببين، الأول كـ"حصة" عن إنتماءه الى حزب طالباني، وثانيا لأنه يحمل شهادة الدكتوراه، في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكومبيوتر من جامعة ليفربول عام 1987، وهي تعد جواز مرور للمناصب العليا.

لا ننكر ان الرجل يحمل ذكاءا مميزا، لكن ذكاءه جعله متطلعا وبشكل دائم الى المناصب الأعلى، وفي هذا الصدد نافس الدكتور فؤاد معصوم؛ مرشح حزبه على رئاسة العراق، ولما لم يحظ بترشيح الحزب، إنشق عن الحزب؛ مؤسسا حزبا جديدا على حافة الـ (PUK)، هو (الائتلاف من أجل الديمقراطية والعدالة)، وبعد بعد فوز هذه الكتلة بمقعدين في الإنتخابات البرلمانية العراقية 2018، تم التصويت من قبل الـ (PUK) لأجل عودته إلى حزبه الأم، وحل الحزب الجيد!..وثم ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية؛ منافسا لفؤاد حسين مرشح السيد مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وأرتكب القادة الشيعة خطأ إستراتيجيا قاتلا؛ عندما أعتبروا أن "برهم" أقل سوءا من فؤاد حسين، الذي أضطروا لاحقا الى منحه وزارة المالية، في حكومة عبد المهدي.. والما رضا بجزه رضا بجزع وخروف!

 سيرة "برهم" وعلاقاته الأسرية وإندكاكه التام بالثقافة الأمريكية، كانت أمورا معروفة للقادة الشيعة، ومع ذلك ولغبائهم السياسي؛ حاولوا معاقبة السيد مسعود بارزاني، على قصة إستفتاء إستقلال إقليم كوردستان ببرهم صالح، متناسين أن "برهم"؛ كان من أوائل المستفتين بنعم على الإستقلال عن العراق!

برهم صالح الذكي الحاذق الماهر؛ يعرف أن إجراء إنتخابات مبكرة، يعني إيضا مغادرته لمنصب رئاسة الجمهورية باكرا، ولذلك لعب لعبته التي كانت تفتقر الى الذكاء هذه المرة، فرشح وخلافا للدستور؛ صنوه المواطن الأمريكي من أصل عراقي عدنان الزرفي، على أمل أن يشكل معه ومع حليفهم السني، رئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي، ثلاثيا يستمر بالحكم الى نهاية العهدة الدستورية عام 2022، ليؤسسوا لاحقا لحكم يسمح بإستمرار؛ الوضع الخادم للتوجهات الأمريكية التي يعتنقونها بإخلاص.

كلام قبل السلام: السيد برهم صالح صنع تابوته بيده؛ عندما رشح الزرفي لرئاسة الوزراء رغم أنف الشيعة، وهو أمر حسب أن بإستطاعته أن يمرره بأساليب ملتوية، وكان يفترض به أن يتفاهم مع الشيعة؛ على رئيس وزراء يطرحونه هم، أو يقبلون به على أقل تقدير، لا أن يحاول لي أذرعهم، ولا أن يطرحه أصدقاءه الأمريكان، لكي يضمن أن يبقى في رئاسىة الجمهورية لإربع سنوات قادمة، لكنه ولعدم تيقنه من حظه، صنع تابوتا يتسع لثلاثة أشخاص..والحليم تكفيه الإشارة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك