رضا جوني الخالدي
السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) ولد هذا العالم الرباني بمعنى الكلمة، وبشهادة كثير من العلماء الأعلام عند الشيعة، في إيران عام 1349 للهجرة، وتلقى العلوم الدينية في العاشرة من عمره المبارك، وانتقل الى العراق في الحادية والعشرون من عمره.
ونال درجة الأجتهاد المطلق من استاذه السيد ابو القاسم الخوئي، عام ١٣٨٠للهجرة، وهو في الحادية والثلاثين من عمرهُ المبارك، وكان الخوئي رحمه الله، لم يمنح الأجتهاد المطلق الا فيما ندر، كذلك الشيخ الحلي يتبع قانوناً مشابهاً للسيد الخوئي ، ولم يمنح اجازة الأجتهاد المطلق لغير السيد السيستاني (دامت بركاته).
بدأ السيد دامت بركاته، بالقاء محاضراته (البحث الخارج) في الفقه، وقد كانت له محاضرات فقهية غير ما تم ذكره، تناولت كتاب القضاء، وقاعدة التقية، وغيرهما وله محاضرات رجالية، ولا زالت التسجيلات الصوتية موجوده الى الآن منذ عام ١٣٩٧للهجرة، وتخرج على يده المباركة، كثير من فضلاء الحوزة العلمية.
كما أن السيد الحسيني السيستاني، يمتاز بصفات لا يمتلكها الا القليل من العلماء، نذكر واحدة منها!،
_الورع هذه الصفة النبيلة والنادره، كان السيد مدّ الله بظله الشريف، يتخذ موقعاً بعيد جداً عن ساحة الصراعات والفتن، ليسجل الموقف الشرعي، كثير من الناس يرون موقف البعد، هو موقف الهروب من الواقع، لكنهم مخطئين تمامًا، فهو موقف ايجابي جدا، وهذا يخفى على البسطاء من الناس، لكنه يظهر جلياً عند الألباب منهم، هذا الوضع البعدي، الذي يتخذه السيد عندما تكون ميولات وتعصب شخصي وميول لبعض المراجع ،وخلق جو من الفوضى، ويسودهُ الحقد والحسد، فهنا السيد يتخذ موقف الصمت، فهذا التنافس يعلم السيد بشرارة هذا الشر فيتجنبه خوفاً على المصلحة العامة، يتدخل سماحته في الواقع، اذا حدث غير ذلك من اتهامات او ملابسات تؤدي الى فقد سمة من السمات الأساسية للشريعة أو المذهب، حينها التدخل يكون فوري بمباركته.
علاوة على ذلك سماحته كان مثقفاً، ملمًا بجميع الثقافات ليس دينيًا فحسب، بل يعلم ما يحدث من تطورات واختلافات ثقافية في كل العالم، ويخطط تخطيط علمي، لمواجهة هذه الثقافات، ومدى تأثيرها على البلاد الأسلامية والشيعية على وجه الخصوص، وعندما يصدر فتواه، فهي نابعة من تخطيط وليس اصداراً بسيط، بحيث تتلائم مع المصالح العامة ، خصوصاً وأن سماحته، لا ينظر للمصالح الخاصة ايًا كانت.
ففي عام ٢٠٠٤، اعتذر سماحته عن اجراء عملية له، لولا اصرار ابنه الأكبر محمد رضا ، والحاج حامد الخفاف، وكانت هذه الأيام صعبة تمر على العراق، وكان سماحته يتحسر المًا، وبالفعل بعد معاناة طويلة لينتقل الى لندن الأجراء العملية العلاجية، لان سماحته كان يرفض الأنتقال على متن طائرة المحتل، وانتقل بطائرة تابعة الى شركة بساط الريح، يذكرها الشيخ حامد الخفاف في كتابه(الرحلة العلاجية) وبعد انتهاء العملية، اصر سماحته الرجوع الى العراق، عندما علم سماحته بمحاصرة النجف من قبل الأحتلال، وحصر مجموعة كبيرة في صحن الأمام علي (ع)، كانت تقود مواجهات ضد الأحتلال، وبالفعل جاء سماحته عن طريق محافظة البصرة ودعى الشعب العراقي للخروج بمسيرة وعن طريق الناس استطاع سماحته اخراج المحتجزين داخل الصحن المبارك،
كما نستعرض فتواه المباركه، في عام ٢٠١٤، عندما اجتاح الأرهاب الداعشي معظم الأراضي العراقية، واحتل جزء كبير من محافظات الغرب، تدخل سماحته واصدر فتوى الجهاد الكفائي، وهرع ابناء الشعب العراقي الأبطال ، من الشيبة والشباب الى ساحات العز والشرف للقتال، جنباً الى جنب مع القوات الأمنية، والبعض منهم لم يتشرف بالقتال، لكنه تشرف بدعم المقاتلين،(دعم لوجستي) وثار العراق عن بكرة أبية ملبياً هذه الدعوة العظيمة، واستطاعت هذه الفتوى أن تقضي تماماً على أوكار داعش ودحرهم، راح ضحيتها الآف من ابناء العراق الاشاوس، وكان شرفاً ما بعده شرف. وأعاد هيبة العراق بذلك.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)