◾ محمّد صادق الهاشمي
في هذه اللحظات، ومنذ تنصيب الزرفي من قِبلِ « برهم صالح » ثمّ التحرّك الشيعي نحو الكاظميّ، وأمواج التحليلات والمقالات تترا وتضجّ بها المنتديات، فتتقاطع الآراء، وتزدحم الأفكار، وتتنافر وتتباعد، إلّا أنّ المشترك في أقوالهم، والخيط الرابط فيها هو أنّ انحصار القرار الشيعي بين الكاظميّ والزرفيّ لا يخلو من مؤشّراتٍ تدفع إلى الإحباط، فمنهم مَنْ يرى أنّ زمن الإسلاميين الشيعة قد ولّى إلى غير رجعةٍ، وأنّ مرحلة حكم الشيعة العلمانيين هي الحاكمة في قابل الأيّام، ومنهم يشعرُ بالصدمة بين أنْ ينحصر خيار الشيعة وإجماعهم وخلافهم البسيط والمركب حول الرجلين وأمثالهم ، ويكون احتمال مجيء الإسلاميين يساوي صفراً.
أيّها الأبطال، والغيارى على العراق، ويا مَنْ بذلتم فلذات الأكباد؛ لأجل العراق والقِيم والتشيّع والحرية.
أيّها الأحبة ويا قامات المقاومة، إنّ الله يهتف بالمؤمنين قائلاً: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ... }، فما زال الدستور الذي يعني الوجود والحرية والديمقراطية وثبيت حقّ المكوّنات العراقية ومنهم شيعة العراق راسخاً على أرضٍ لا تلينُ.
أيّها الأحبّة ولّى عهدُ الدكتاتوريات والانقلابات، لقد ولّى عهدُ الخوف والقلق والتراجع، فنحن نعيش عهد الوجود الشيعي في ظلّ ما تمّ تحقيقه، وللبيت ربّ ورجالٌ تحميه .
حقّ الشيعة السياسيّ ما زال وسيبقى.
المرجعيةُ ستبقى حاميةً للعراق، تلك الراية كانت وستبقى ما بقيت الدهور .
الأجيالُ المؤمنةُ باقيةٌ.
أنفاسُ الشهداءِ باقيةٌ.
مدرسةُ الشهيدين الصدرين، والشهيد الحكيم باقيةٌ.
الحشد الشعبيّ والمقاومة باقيان.
أيّها الأحبّة: كان الشيعة يخافون أنْ يتخطّفهم الأعداءُ، وها هم اليوم مرفوعةٌ رؤسهم، يقررون مصيرهم، ويمسكون بالأسس العليا من وجودهم، ويتكيّفون مع المراحل، وفق إرادتهم، وبروح عالية فلا داعي إلى الخوفِ. ما زال الشعب العراقيّ فيه مِنَ النخب والمثقّفين والعلماء ما يمكن أنْ ينعقد عليهم الأمل في قيادة التشيّع السياسيّ في العراق.
اليوم شيعة العراق مكوّن من أهمّ مكوّنات العراق، والمنطقة، ومساحات وجوده التاريخية تمتدّ إلى أعماق التاريخ، وأمّا مساحاته الجغرافية فإنّها تتسع بسعة الثورة والثوار والوعي الاسلاميّ .
هنا في العراق شيعةُ العراق لا تراجع وهم الأقوياء ويشعرون أنّهم أقوى حينما يكون السنة والكرد بذات القوّة والتلاحم .
سيبقي شيعة العراق حَمَلَةَ الرسالة، ودعاةَ الحقّ، ورجال الاسلام، مهما كلّف الثمن، ولا يمكن ولا تتمكّن أيّ قوّة من إزالتكم .
يجب أنْ نتحلّى بالقوّة والحكمة والمعنويات والوعيّ السياسيّ، ونثق ببعضنا البعضِ، وأنّه لغدٍ واعدٍ، بكُلّ خير فلا يذهبنّ بحلمكم الشيطانُ، وينال منكم، ويفتُّ في عضدكم الاحباط ، وما زالت معركة المصير في أوّل مراحلها.
انتهى زمن صدام، وبقينا ونبقي كلّ الذين تحدّوكم راحلون والعراق يبقى .
الخميس 9 / 4 / 2020م .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha