المقالات

التحركات الداعشية الاخيرة دوافعها  واهدافها  

1949 2020-04-17

د . علي الطويل

 

شهد بعض مناطق العراق تحركات داعشية مريبة وتعرضات محدودة في مناطق متعددة ، وخاصة في مناطق صلاح الدين وكركوك وديالى ، صحيح ان هذه التعرضات  لم تكن بمستوى التعرضات السابقة الا ان فيها دلالات متعددة ، بلحاظ المناطق التي تمت فيها والتوقيت الذي جرت  فيه هذه التحركات ، ومن البديهي القول والذي لايختلف عليه اثنان ان داعش وباقي العصابات التي تتحرك تحت غطاء الجهاد في الاعم الاغلب هي اذرع امريكية متلبسة بلباس الجهاد ولباس الدين ، لذلك فان تحركاتها الاخيرة تاتي ضمن المشروع الامريكي والخطط الامريكية التي لاتريد بالعراق الخير وتتحرى مصالحها الاسترتيجية في العراق والمنطقة اولا، وما حركة داعش في عموم الشرق الاوسط الا تنفيذا لهذا  المشروع وهذا المخطط .

ولعل من الدوافع الاساسية لهذه التحركات في هذا الوقت هو لايحاء بان داعش مازال موجودا في العراق ولازال بيده المبادرة ايضا ، وهذا عبر عنه كذلك العديد من المسؤولين الامريكان على مستوى وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الامريكية وفي اكثر من مرة بالقول ان داعش لازال يشكل خطورة على العراق ، فتاتي هذه التحركات منسجمة وداعمة لهكذا تصريحات ، اما اهداف هذه التحركات فانها تتعلق اولا بالانسحاب الامريكي من قواعده المنتشرة في العراق وتمركزه في اربيل وقاعدة عين الاسد ، فامريكا تريد ان تقول للجانب العراقي وهي تتهيأ  لمباحثات معه حول جدولة الانسحاب ومستقبل القوات في العراق ، تريد ان تقول ان انسحابها سيولد فراغا وومكن ان يؤدي الى عودة داعش مجددا ، والهدف الاخر هو الضغط على الكتل السياسي وخاصة الشيعية منها بان الولايات المتحدة ستطلق يد داعش مجددا في حال فشل امريكا في تحقيق طموحاتها عبر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ورفض عناصرها التي تطمح ان تزرعهم فيها ، وباعتقادنا ان الهدف الاكثر وضوحا هو انشغال امريكا بكل قطاعتها وخاصة الجيش في مكافحة فايروس كرونا الوقاية منه ،  ومع كل الاهداف اعلاه فان هناك بعض المؤشرات والدلالات تؤكد ان امريكا في نهاية الامر ستنسحب من العراق والامر سوف لن يطول ، لذلك لايمكن ان تترك العراق يعيش حالة الاستقرار وتاتي هذه التعرضات ماهي الا مقدمات لمخطط امريكي متوقع يعد لما بعد الانسحاب وهو ان يؤدي داعش واذنابها الدور الذي سترسمه امريكا بعد الانسحاب .

اما لماذا اختار الدواعش صلاح الدين وديالى وكركوك مكانا لتحركاتهم فهناك عدة امور تدفع بهذا الاتجاه منها ؛ ان هذه المناطق توجد بينها اراضي مشتركة وفي اغلبها وعرة وواسعة ولايمكن مسكها بالقطعات لانها كبيرة جدا والدواعش يسلكون فيها الطرق الوعرة والدراجات النارية للحركة مما يجعلهم يتنقلون بين هذا المناطق بسهولة ، كما ان طبيعة المنطقة توفر غطاء الاختباء بسبب الوعورة ووجود البساتين في بعض مناطقها ، ومهما يكن من امر فان هذه التعرضات استخدمة طريق العصابات ؛ اضرب واهرب ؛ في عملها ولايمكن باي حال من الاحوال العودة الى ماقبل ٢٠١٤ من حيث قوة وثبات قوات الحشد والقوات الامنية وتمرسها وخبرتها بتحركات الدواعش واساليبهم ، كما ان ظروف البيئة الداعشية قد اختلفت كثيرا حيث لاموى سكاني لهم بعد افتضاح جرائمهم وبغض الناس لاساليبهم ، ومن هذا المنطلق فان الخطط الامريكية التكتيكية والاهداف البعيدة المتوخاة من هذا الامر ماهي الا اوهام سيحصدون خيبتها الان ومستقبلا

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك