محمّد صادق الهاشمي
هذا اصطلاح جديد وهو التعميم كطريقة للدفاع عن الأحزاب الشيعية, وفي أكثر من قناة يَسألُ المحاورُ ضيوفه للدفاع عن الشيعية بأنّ هناك مؤامرةً على الشيعة؛ والدليل: أنّ السرقة مارستها كلّ المكوّنات، فلماذا يُتهم وزراء الشيعة بها دون غيرهم؟، وكأنّهم يشيرون إلى المثل المعروف : « أنّ المصيبةَ إذا عمّت هانت».
ومع كلّ الاحترام للأخوة الإعلاميين، ولمن يكتب ويدافع عن التشيّع، ولكن اقول ان هذه الطريقة في الدفاع طريقةٌ خاطئةٌ ؛ لأسباب عديدة :
1. أنّ « نظرية الكُلّ تسرق» اعتراف ضمّني أنّ الشيعة سارقون، حالهم حال بقية الأحزاب، غاية ما في الأمر أنّ الاعلام يتوجّه ضدّهم فقط، وكان ينبغي للإعلام أنْ يسلط الضوء على كلّ السارقين, فلماذا نحن دون غيرنا. وهذا اعتراف واضح بالجريمة .
2. أنّ هذا الكلام طريقة من حيث لا نشعر « لمخاطبة العقل الباطني» ولتثقيف الأجيال الراهنة والقادمة أنّ القيادات الشيعية سقطت بنقمةِ جمهورِها بسبب سرقاتها .
3. إنّ السارق يبقي سارقاً، سواء أتّم الحديث عن غيره أم لا؛ فإنّ تهمة السرقة لطرفٍ لا تُدفع بتهمةِ الآخرين، ولا تصحّ هذه اللغة إلّا عند أطفال المدارس، حينما يحاسب المعلّم طفلاً عن كسر زجاجة الشباك يكون جوابه: « استاد والله مو بس آني ».
4. إذا كان اعلامنا ضعيفاً جدّاً – مع احترامي للبعض – جعل الإعلام المغرض «الأمريكي وغيره» أنْ يحرّك جمهورنا ضدّنا فقط، ويبقي السارق الآخر من المكوّنات الأخرى خارج دائرة اللوم، فنحن من نتحمّل المسؤولية، مع اني اعرف اسباب ضعف الاعلام وهو اهمال الطاقات المبدعة منهم .
5. تواصلت مع بعض المتظاهرين وسألتهم: لماذا تتظاهرون ضدّ المسؤول الشيعي دون غيره؟
فكان جوابهم بالإجماع: « نحن لم نمنح صوتنا في الانتخابات للكُردي أو السنّي حتّى نحاسبه».
6. جوابنا الذي يجب أن يترسّخ والذي تنتظره منا الأمّة ينبغي أنْ يكون هو :
(أ). أنْ يتحدّث المسؤول الشيعي عن المنجزات التي قدّمتها الحكومات في التعليم، والصناعة، والصّحة، وغيرها، وفي معالجة الفقر، والبطالة، والمشاريع التي قدّموها لنهضة الدولة والمواطن.
(ب). أنْ يردّ المسؤول على تُهَمِ الفساد الموجّه إليهم بالأدّلة, وليس السكوت سبيلاً لرفع هذه التهمة الجارحة لعمق المذهب، والتي دفعت البعض إلى اعتناق الإلحاد كما عبّر السيّد محمّد رضا خلال تعطيل دروسه في محرم الماضي .
(ج). أنْ يتحدّث المسؤول عن المعالجات الجادّة للمستقبل و«الفات مات»، أو أنْ يعتزل أو يعزل من خلال الانتخابات القادمة، وهذا سرّ دعوة المرجعية لانتخابات مبكّرة، وهذا هو الحلّ، ولا حلّ سواه، وإنْ تعلّق القوم بحلِّ المرشّح العلماني معتقدين بنظرةٍ قاصرةٍ أنّ هذا يجعل المتظاهر، وأمريكا أنّهما سوف يخففان الضغط عنهم وتبقيهم في « الخضراء» ولسان حالهم « بس خلينا نبقي في نعيمنا وخذ منّا ما تشاء، وها نحن نتنازل عن مشروعنا الاسلامي وعن غيره».
(د). ليس الجواب الذي يبراء ذمتنا من تهمة السرقة هو أنّ الآخر سرق؛ فإنّ هذا الجواب سيضعك أنت والآخر في تهمةٍ واحدةٍ ، كما أشار المرجع في أحد خطبه، ودفعها بمحاسبة الجميع وكشف الملفّات التي طالما نادى المرجع بكشفها، وإلّا فإنّ حركة الشارع – مع قطع النظر عن جوهرها ومحرّكها – والتي دفعت بكم للتنازل عن مشروعكم وعنوانكم الاسلامي مبررين هذا الامر بأنّه نوع من الحكمة، فإنّ نفس هذه الحركة سوف تدفعكم عن صياصيكم بوصمة سرقة خطيرة .
من هنا أدعو أخوتي الاعلاميين اهل الغيرة إلى لغةٍ أكثر واقعية، وخلاصتها فصل الأحزاب والبعض من القيادات عن أصل التشيّع والمشروع الاسلاميّ، فهم يتحمّلون خطأ ارتكبوه، ولا يمكن تحمليه على المذهب أو الاسلام السياسي أو الأمة الشيعية .
: 20/4/2020م
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha