المقالات

أقوال في المسيرة  


◾محمّد صادق الهاشمي

 

(أوّلاً): الأحزاب السياسية لا تعني كلّ التشيع بل بعضه .

من المهمّ أنْ نتوجّه بكامل أقلامنا إلى حقيقةِ أنّ التشيّع فكراً وحوزةً وتاريخاً ورجالاتٍ وشهداء ودماء وعلماء  لا يمكن أنْ نختصره بالطّبقة السياسية في العراق، مع كلّ الاحترام لهم، سواءً أحسنوا أم أساؤوا، فإنّ ما نحن فيه لا يتجاوز تجربةً تعاني ظروفاً قاهرةً، التي قد تسلك بالسياسيين مسالك معيّنة، هذا فضلا عن الأخطاء التي هم مصدرها؛ لذا ففي كلّ الأحوال لا يمكن أنْ يخُتزل التشيّعُ فيهم.

ومن الضروري التنبيهُ على أنّ هؤلاء السياسيين لا يمثّلون بسلوكهم  تلك التجربة الإسلامية, بل كان سلوكهم السياسي يعبّر عن شخصياتهم ، ويبقي الشيعة متمسّكون بتلك العملية السياسية، والحقوق، وعدم التخلّي عنها  كواقعٍ عمليٍّ، لكن لا يمكن اسقاط مواقف الأحزاب على المنهج السياسي في المنظور أئمّة أهل البيت (ع) ، ومن المؤكّد أنّ سياسيي الشيعة يسلّمون بهذا الأمر، وجزى الله المحسنين منهم خيراً .

(ثانيا): الأمل والعمل.

الإحباط والألم  الذي يسود الآن  من مجريات المواقف خطرٌ، وتحدٍ قاتلٌ؛ لأنه يراد منه إيصالُنا إلى شعورِ أنّ التجربة الشيعية شارفت على النهاية، وفي طريقها إلى الزوال، وستعمل المشارط الأمريكية في الجسد الشيعي الكثير، بعد أنْ ادخلت التجربة بفعل الضاغط الأمريكيّ مستفيداً من الأخطاء التراكمية لقادة الأحزاب الشيعية وغيرهم  إلى نقلهم إلى صالة العمليات الكبرى، وهم ميؤوس منهم،  هكذا يقال، وعلى العكس فإنّ التجربة بكامل قوّتها، ولها رجالاتها التي تصونها، وشعبٌ يحميها،  وأقلام تنير طريقها، وترشد في مسيرتها، وبنادق عانقها وعشقها أبناء التشيّع دفاعاً عنها، وما زالت تقف على خلف السواتر، تحرس المدن مهما طال الزمن، ولها مرجعيةٌ عاضدةٌ ساندةٌ، ويبقى للبيت ربٌّ يحميه، والأمل هو الانتصار الأكبر، ويبقى قول الله تعالى:{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *  إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.

(ثالثا). سلاح  الجهاد هو الوعي.

أتوجّه بكامل الحُبّ وبالغ الانتماء إلى مدرسة الوعي والثائرين والصابرين والزاهدين والمرابطين والمقاومين الذين كانوا مصداقاً لقوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}، وأنا ناقلٌ تجربةَ عُمْرٍ من السجون والخوف بنصحي أنْ لا نفهم أنْ المقاومة منحصرة بالسّلاح ورباط الخيل الذي نرهب به عدونا، بل إنّ التشيع اليوم يحكمُ دولةً اسمها العراق، ومن مسلّمات الحكم أنْ نبقي على اتصال بجمهورنا؛ لنعمّق وعيه، ونمسّك به، ونُوقِعُ الأجيال الشّابة تحت توجّهات الإرشاد والوعي والأخلاق والعلم والعمل؛ حتّى نوفّر جيلاً يبني العراق في كلّ مجالاتِ الحياة، وتجربة الخطّ الثوريّ الإيرانيّ خيرُ دليلٍ؛ فإنّ مقاومتهم اهتزّت وربت وآتت أكلها من كلّ زوجٍ بهيج في السّلاح والعلم والجامعات والتطوّر التقني والزراعيّ والفن والسلاح وحديث القمر الصّناعي (نور) الذي يدور في مدارات الكرة الأرضية خير دليل على ما نقول، هذا هو المنهج الذي يجمع بين  (الفكر والبندقية ) .

وإنّ المدارس الأمريكية تعمل جاهدةً لتفكيك العلاقة بين الجمهور وعمليته السياسية بحربٍ ناعمةٍ، يتوجّب علينا أنْ نقطع اليد الأمريكية من خلال التواصل مع الجمهور بالعلم والعمل والأخلاق والنزاهة والتربية، لكي نعيد للأمّة ثقتها .

 

 23/4/2020م.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك