المقالات

القمر نور/ دروس ومؤشّرات  


◾ محمّد صادق الهاشمي

 

القمر «نور» الذي أطلقته الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مدارات الكرة الأرضية ليؤدّي وظائفه العسكرية والاستطلاعية والمعلوماتية وهو يمرّ فوق بلدان اُوروبا التي ينهار اقتصادها، وتتفكك منظومتها، ويتعامد على أرض فلسطين، ويطوف على مفاعلات ديمونة ، هذا القمر هو وحده يصحّ عليه مقولة: « إنّ ما قبله ليس ما بعده، وهنا في هذه المناسبة عدد من الدروس:

أوّلاً: القمر الصناعي « نور » وضع الخطّ الثوري عموماً وإيران  في قلب الحدث العالمي ، وجعل المسلمين في مركز القرار، وأسمعوا صوتهم من اليوم إلى العالم بأسره شرقا وغرباً، والقوّي منهم والضعيف بأنّ الأمّة الإسلامية قد تحوّلت من الثورة إلى الدولة، وهي تتجه إلى تأسيس الحضارة، وأنّ عالم الهزيمة والخوف قد ولّى وإلى الأبد؛ فإنّ عالم الأقوياء لا يسمع إلّا الصوت القوّي.

ثانياً: إنّ الخليج الذي يمتلك 40% من نفط وثروات العالم قد وصلته  الرسالة واضحةً بأنّ إيران قد حوّلت نفطها وقدراتها الاقتصادية إلى مشاريع صناعية، ونقلت إيران من دولة تنتمي إلى خريطة العالم الثالث إلى أحد الدول العملاقة بإسلامها، وصدق قرارها، وتحرر اقتصادها، وخروجها من أيّ تبعية , فأموال الخليج تسلّم إلى بني صهيون من قبل الحكّام العرب فهم  { يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} ، وأموال الخطّ التحرري الإسلامي يرسم حدود الأرض والسماء بعزّة وكرامة، ويوسع مساحة الإسلام والمسلمين .

ثالثاً: أثبتت إيران من خلال الصاروخ (نور) أنّها على مستوى الخليج باعدت الشقّة بينها وبين الأنظمة الخليجية  التي انفقت الترليونات لأجل التسليح وفق مبدأ « التوازن العسكري» ، وليس بينها وبين إسرائيل فقط ؛ فإنّ ّإيران اليوم لا يمكن لكلّ أنظمة الخليج مهما دسّت أنفها في تراب الذلّ، ولامست جباه الحكام العرب أحذية بني صهيون لتوفير التوازن الأمني مع إيران ليعلوا َجودهم  إيران أو يوازيه إلّا أنّه بعد هذا القمر حسُمت المعركة لصالح القوى الاسلامية الثورية التحررية، ولا يمكن لأنظمة الخليج ولو اشترت كلّ أسلحة الغرب أن يرتفع هامها إلى أسفل كعب المقاومة بالقوّة والسلاح والاستعداد.

رابعاً:  إنّ إسرائيل التي كانت تراهن في وجودها على نظرية التفوّق الجوّي والتطوّر النووي والفضائي فهي اليوم وأكثر من أيّ وقتٍ مضي أدركت أنّها أمام خصمٍ عنيدٍ وعتيدٍ وعالمٍ ومقاومٍ بتقنيات عالية، وفي احلك الظروف ينهض لتلامس هامته السماء، وترسو أقماره في مدارات الفضاء التي كانت حكراً على اليهود والنصارى.

خامساً: القمر (نور) لكلّ المسلمين والمقاومين إلّا أنه يقول لهم، ويقول صانعُه: إنّ المقاومة عِلْمٌ وتطوّر وتنميةٌ وصبرٌ وجهادٌ وعقلٌ مدبّرٌ ومختبراتٌ وتجاربُ علميةٌ وتقنياتٌ وجامعاتٌ.

ويقول (نور) للمسلمين: إنّ  عمامة آل محمّد ، والحوزة العلميّة ، ومرجعية السيّد الخامنئي رسمت أصدق وأنجح التجارب، فكم فرقٍ بين مدرسة آل البيت (ع) ومدرسة الوهابية والسلفية علماء السلطان، عمامة لا تعرف إلّا الهوان والعمالة لإسرائيل واذلال المسلمين .

نعم إنها إيران الثورة والدولة والحضارة في الأرض وفي السماء .

يصح القول بعد ( نور) قد تغيّر التوازن الأمني والعسكري في الخليج والمحيط الإقليمي، والدولي .  وبعده أدركت أمريكا أنّ إيران لا تقهر، وأنّ تجربتها في تقدّمٍ، ولا تتوقّف في أشدّ الظروف، وأنّها سترسم خريطة العالم والمنطقة.

 سوف تضطر امريكا للعودة الى الاتفاق النووي ويدرك الخليج انه امام قوة عليه ان يعرف حجمها وحجمه. انتهى

  24 / 4 / 2020م.

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك